تغير كل شيء في القرى النائية ولم يعد عارا أو عيبا على الرجل، أن يسمح لزوجته بمغادرة البيت بحثا عن العمل، بعضهن يتركن الأزواج في غرف النوم ليغادرن إلى العمل منذ الخامسة صباحا في الحقول وهو عمل يكون في الغالب "بالعطش " لأن هذا النوع من العمل يكون مربحا كما تقول ( ز.ش ) 20سنة أم لطفل تعمل في ضيعات الفواكه و جني الزيتون وقلع الشمندر وذلك حسب موسم جني كل فاكهة،وهو ما يمكنها من توفير عيش كريم لأسرتها،في حين تقول صديقتها ( ح. س) 22سنة: منذ أن بدأت اشتغل في الحقول أخذت أحوال أسرتي المادية تتحسن وتمكنت من توفير بعض المتطلبات الضرورية للبيت كجهاز التلفزيون والثلاجة بعدما كانت الأسرة تتطفل على الجيران لمشاهدة الافلام والمسلسلات المكسيكية ،مضيفة أمنيتي أن أحظى بفرصة عمل في الحقول الإسبانية أسوة بصديقاتي اللواتي ذهبن للعمل في الضفة الأخرى وذلك بفضل وكالة التشغيل ببني ملال التي عودتنا على مثل هذه الفرص بكل من أفورار و تنانت ودمنات ..
وقد بات العمل بالنسبة لهؤلاء النساء القرويات حقا مشروعا بعد ان كان قبل سنوات قليلة وصمة عار في حق الزوج ،الذي يسمح لزوجته بالعمل خارج البيت،الآن أصبح يعطيها الموافقة ويساعدها على تهييء جواز السفر ومغادرة أرض الوطن مع أنها لم تغادر في يوم من الأيام البلدة النائية التي تقطن بها بيد أن هناك نساء أخريات يعملن خادمات في البيوت نهارا ويعدن ليلا إلى البيت بأجر قد يصل في أحسن الأحوال إلى 800درهم في الشهر إضافة مع ما يقدمه المشغلون من مساعدات تكون في الغالب عبارة عن ملابس مستعملة وما تبقى أحيانا من وجبة الغداء وتقول ( خ.ف.) 26 سنة أصبحت أزيلال محجا للأسر الميسورة من الدار البيضاء وفاس والرباط بحثا عن خادمات أمازيغيات وذلك نظرا لصبرهن لكن بين هذين الصنفين هناك نساء فضلن التجارة في الملابس المهربة التي يتم جلبها من الشمال وبعضهن يلجن الأسواق الأسبوعية لبيع ما ينتجنه في حقولهن إضافة إلى استفادة البعض من القروض الصغرى لتمويل بعض المشاريع الصغيرة ،بينما تتوجه أخريات إلى طرق أبواب المنازل لبيع سلعهن وتقول ( ن.ت ) 30سنة تغيرت العادات في هذه المناطق وأصبح البحث عن الرزق الحلال مطلبا لكل النساء، دون أن يجدن عراقيل أمامهن سواء من الزوج أو العائلة،فانا اخرج للعمل بموافقة زوجي الذي استساغ الجلوس بالبيت لأزيد من أربع سنوات لمساعدة الأسرة وخاصة الأبناء وما تتطلبه دراستهم