للأسف لا نتوفر في المغرب على دراسة حول الأسباب التي تدفع المغاربة إلى الإقبال على تدخين السجائر بهذه الشراهة التي نراها اليوم. حيث يصل معدل الإنفاق على السجائر لدى المغاربة إلى 500 درهم في كل شهر، في الوقت الذي لا يخصصون لشراء الكتب والجرائد سوى 60 سنتيما في اليوم
وإذا كان المدخنون عادة، يعزون إدمانهم على السجائر إلى رغبتهم في التخفيف عن أنفسهم من ضغوط الحياة وضغوط العمل، فهذا التبرير قد يكون لائقا فقط بمواطني البلدان المتقدمة، حيث تسير الحياة بوتيرة سريعة، ويتعرض الناس لضغوط العمل الكثيفة، لدرجة أن دولة متقدمة كاليابان مثلا، ينتحر فيها أكثر من ثلاثين ألف شخص كل عام، بسبب هذه الضغوط. أما في المغرب فليست هناك وتيرة سريعة للحياة، ما دام أن سرعة الحياة عندنا لا فرق بينها وبين سرعة السلحفاة! والناس لا تعاني من ضغوط العمل، ما دام أن فئات عريضة من المغاربة ينعمون تحت "رحمة" البطالة، وحتى الذين يشتغلون يْـمكن يخدمو شهرين ويـﮕلسو تْلتْ شهور
وإذا عرفنا أن معدل الأجور في المغرب لا يتعدى في أحسن الأحوال ألفا وسبعمائة درهم في الشهر، سنكتشف بعملية حسابية بسيطة أن ثلث أجرة المدخنين كاتمشي غير فالـﮕارو! وعلى ذكر البطالة، أنا لا أفهم كيف استطاعت المندوبية السامية للتخطيط، في الدراسة التي شملت الفصل الأول من سنة 2008 والفصل الأول من السنة الحالية، أن تخلُص إلى أن معدل البطالة في المغرب يستقر الآن في نسبة تسعة بالمائة تقريبا، أي نفس المعدل الذي يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية!