فاعل جمعوي بسبت الزينات: نحتاج إلى مجلس جماعي كفاعل تنموي و ليس بناية لمنح عقود الإزدياد

صدى نيوز ـ سبت الزينات ـ طنجة

حمزة الزواق :سيكون لنا موقف رسمي من اقتناء الرئيس لسيارة بثمن باهض بالمقارنة مع إمكانات الجماعة

وجه حمزة الزواق أمين مال جمعية النماء انتقادات شديدة لرئيس الجماعة القروية سبت الزينات التابعة لعمالة طنجة أصيلة، وركز أساسا على اقتناء رئيس الجماعة القروية التي صنفتها ولاية طنجة من بين أفقر الجماعات القروبة بالمنطقة سيارة ب 19 مليون سنتيم، وهو ما اعتبره المتحدث أمرا غير مقبول، وقال في حوار مع صحيفة "صدى نيوز" سيكون لنا رد رسمي ومناسب من هذا التبدير للأموال .

واعتبر الزواق في ذات التصريح طريقة تسيير جماعة سبت الزينات بالعشوائية، واتهم الرئيس بسوء التدبير، وقال "يمكن للمجلس الجماعي أن يلعب أدوارا لا تحتاج إلى أموال مثلا تنظيم الملتقيات الفكرية و الندوات و الأنشطة الرياضية و عقد شركات مع منظمات تعود بالنفع على المنطقة". وأضاف "نحتاج إلى مجلس جماعي كفاعل تنموي و ليس بناية لمنح عقود الإزدياد". وفي ما يلي النص الكامل للحوار . ونشير إلى أن هذا الحوار يأتي في إطار سلسلة من الحوارات مع فاعلين سياسيين وجمعوين لتسليط الضوء أكثر على هذه المنطقة التاريخية.

بداية مرحبا بك، أول سؤال، علمنا أنه تم حرمان جمعيتكم النماء من الدعم السنوي المخصص للجمعيات، ما أسباب هذا الحرمان ؟

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، بداية أتوجه بالشكر لكم على إتاحة الفرصة للتعبير عن رأينا في مجموعة من القضايا التي تهم جماعة الزينات بصفة عامة.

بالعودة إلى موضوع السؤال فعلا فقد تم حرمان جمعية النماء من منحة الدعم المخصص لهذه السنة و المبرر الذي تلقيناه هو أن المجلس الجماعي قد تلقى إرسالية من السيد الوالي تمنع استفادة أي جمعية بها مستشار جماعي من الدعم مخافة استغلاله سياسيا، و بحكم أن رئيس جمعية النماء هو مستشار جماعي فقد تم حرماننا منه، إلى هنا تقبلنا الأمر بشكل عادي، لكن نفاجأ بعدها أن السيد الرئيس هو من راسل السيد الوالي مستفسرا عن مدى أحقية الجمعيات التي يرأسها مستشارون جماعيون في الاستفادة من الدعم و أيضا ان جواب السيد الوالي كان إحالة على المادة 22 من الميثاق الجماعي و الذي ينص على ما مضمونه منع الأعضاء من ربط علاقات خاصة و عقد صفقات لصالحهم أو استغلال أملاك الجماعة.

و هنا أتساءل عن موقع الجمعية من كل هذا.... إنه تفسير ضيق من أجل التضييق على الجمعية جمعية تعمل على تدبير مرفق عمومي كبير و هو مشروع النقل المدرسي، و أكثر من هذا فالجمعية التي استفادت بها (حسب الملف المقدم) مستشارة جماعية فلم هذه الانتقائية في التعامل، شخصيا لا يهمني هذا الدعم و نحن في غنى عنه، و لكن ما أستنكره هو هذا الانحياز التام لجهة على حساب أخرى و تصفية حسابات سياسية على ظهر جمعية النماء انتقاما من مواقف بعض أعضائها الرافضة لطريقة تدبير شؤون الجماعة.لكم كنت سأكون فرحا لو أسس هذا الحرمان بناء على موقف واضح من الجمعية لن ندعمكم فمواقف بعض أعضائكم مزعجة أو أمكم لا تملكون برنامجا يستحق الدعم.

هل أردت أن تقول أن جمعية تترأسها مستشارة جماعية تلقت دعما مقابل حرمان جمعيتكم ؟

لا هناك جمعية أخرى بها مستشارة جماعية عضوة حسب الملف الذي قدمته للدعم و هو نفس الملف الذي قدم للمصالح المالية ، و هنا لا بد أن أوضح أمرا فعندما أستنكر هذا الأمر لا يعني أنني أحمل أية ضغينة ضد هده الجمعية أو أنني ضدها بالعكس فهم إخوتي و أصدقائي و هم مشكورين على كل المجهودات التي يقومون بها و أتمنى لهم كل التوفيق، و لكن موقفي ثابت ضد انتقائية المجلس الجماعي و ضد تدبيره لملف الجمعيات، فحرمان الجمعية من الدعم يأتي كاستمرارية لمجموعة من السلوكات التي تروم التضييق عليها، و هنا لا بد أشير إلى بعضها:

• أولا: تصريحات بعض المسؤولين عن الشأن المحلي و على رأسهم السيد الرئيس الذي سبق و أن هاجم الجمعية في إحدى حواراته و أننا عديمي الخبرة و الكفاءة و تنبأ بفشلنا في تدبير مشروع النقل المدرسي( يا سلام عالم مستقبليات)، و هنا أحب أن أخبره أن عديمي الخبرة يسيرون المشروع الآن و عدد المستفيدين منه يصل إلى 160 تلميذ و تلميذة، ذلك المشروع الذي صرح أنه باستطاعته تسييره مجانا بشرط أن يسحب من النماء.

• ثانيا: عقد دورة استثنائية هي الثانية في تاريخ الجماعة منذ إحداثها بجدول أعمال ممنهج قصده محاكمة الجمعية، و الذي تم فيه سحب مقر من الجمعية كانت تستغله كمقر لدروس الدعم و الساعات الإضافية لتلاميذ المنطقة.

أشرت في جوابك إلى أن من أسباب حرمان جمعيتكم من الدعم يعود إلى مواقف لبعض أعضاء الجمعية من طريقة تدبير شؤون الجماعة، هل لكم ملاحظات على عمل المجلس الجماعي ؟

بالفعل الكثير من الملاحظات، فعند انتخاب المجلس الجماعي كانت توقعاتنا كبيرة و للأسف خابت الآمال، فطريقة عمل المجلس تسودها العشوائية و سوء التدبير فلا الزينات زودت بالماء الصالح للشرب و لا مرفق السوق تم تنظيمه و لا المقطع الربط بين الزينات المركز و الطريق الثانوية 4607 تم إصلاحه بل أكثر من ذلك حتى الصفقات أو المشاريع التي يتم إنجازها يثار حولها الكثير من الأسئلة من قبيل سبب إسناد أغلبها لمقاولة وحيدة و جدوى بعضها كالمرأب الذي تم إحداثه بالسوق و المعبر الرابط بين مسجد الزينات و عين الزبر الذي أهدرت فيه 23 مليون سنتيم في يومين ، و أيضا في زمن الأزمة و الكل ينادي بترشيد النفقات يتم برمجة شراء سيارة بمبلغ 19 مليون سنتيم، أضف إليها مسألة تدبير مخلفات السوق الأسبوعي و التي تعد كارثة بيئية بالمنطقة، إلى جانب ملاحظة مهمة و هي المتعلقة بالجانب التواصلي بين المجلس و الساكنة ، فالمعلومة شبه غائبة مما يزكي انتشار الشائعات و ما أكثرها.

لكن هناك من يعتبر أن مداخيل وميزانية الجماعة متواضعة، وأن الرئيس يعمل حسب الإمكانات المتاحة. ما رأيك ؟

هنا لا بد من الإشارة إلى أن الوضعية المالية للجماعة الجميع يعرفها و تصنف من بين أفقر الجماعات، و لكن ما دور السياسي إن لم يكن قادرا على ابتكار الحلول و من بينها خطة لتطوير مالية الجماعة، أكثر من ذلك هل تنظيم السوق الأسبوعي يحتاج إلى أموال؟ الأمر لا يعدو مجرد إرادة و مقترحات عملية. وأيضا هل تنظيفه و تدبير نفاياته و مخلفات المجزرة يحتاج إلى أموال؟ هناك مقاولة مكترية لهدا المرفق و يجب محاسبتها في مسألة احترام دفتر التحملات لا غير؟ مسألة التزويد بالماء الصالح للشرب المجلس الجماعي قد أدى حصته و الرئيس بدوره صرح أن هذه العملية ستباشر شهر دجنبر 2014 و إلى الآن لم نرى شيئا.

دور المجالس الجماعية هو اقتراح الحلول و ليس التشكي. ثم إن هناك أدوار أخرى يمكن للمجلس الجماعي أن يلعبها لا تحتاج إلى أموال مثلا تنظيم الملتقيات الفكرية و الندوات و الأنشطة الرياضية و عقد شركات مع منظمات تعود بالنفع على المنطقة. نحتاج إلى مجلس جماعي كفاعل تنموي و ليس بناية لمنح عقود الإزدياد.

لكن هناك من يعتبر أنكم تعبرون عن موقف رئيس الجمعية الذي هو مستشار جماعي معارض، وبالتالي فما تعبرون عنه مزايدة سياسية ليس إلا، ما ردكم ؟

هذا أمر مردود عليه لاعتبارين:

• الأول: أن الجمعية تشتغل بمعزل و باستقلالية تامة عن الصفة السياسية لرئيسها و حتى لبعض أعضائها و الصحيح أن الجمعية هي التي تستعمل كأداة لتصريف الحسابات السياسية معه.

• الثاني: أننا داخل الجمعية و بالرغم من كل هذا التضييق لم يسبق أن طرحنا هذه المسألة للنقاش فنحن نعبر عن أرائنا الشخصية التي لا تلزم الجمعية في شيء باعتبار أن الجمعية ليست حزبا سياسي و رئيسها هو مستشار عن دائرة الغزلان و تلك حريته الشخصية التي لا نتدخل فيها و أكثر من ذلك هو أيضا في أدائه السياسي معرض لانتقاداتنا الشديدة باعتباره واحدا من مكونات المجلس. و حتى أكون صادقا هناك بعض الإخوان داخل الجمعية لا طالما طالبوه بالإستقالة منه.

تحدثت سي حمزة عن أدوار المجلس الجماعي وما يتعلق بالإبداع في الاقتراح، هل لكم من مقتراحات حول ما يمكن إنجازه بالجماعة ؟

أولا: أشير إلى أن مهمة اقتراح المشاريع هي مهمة الفاعل السياسي بالدرجة الأولى، لكن كفاعلين بالمنطقة و حتى لا يبدوا الأمر مجرد مزايدة سياسية لدينا مجموعة من المقترحات التي نرى أنها قابلة للتطبيق و منها ما تحدثت عنها أعلاه من قبيل: الإهتمام بالجانب الفكري، و أيضا عوض هذا الاهتمام المبالغ فيه بفتح المعابر يمكن اقتراح مشاريع تهدف إلى المستقبل و الاستثمار في الإنسان من قبيل الدخول في شراكات مع القطاع الخاص و العام مثلا لإنشاء قسم للتعليم التمهيدي بالمنطقة أو إصلاح الملعب الذي تم تخريبه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و أيضا يمكن في إطار علاقة شراكة مع مؤسسات التكوين المهني إنشاء وحدة متنقلة للتكوين المهني بالمنطقة من أجل تكوين الشباب و جماعة دار الشاوي ذهبت في هذا الأمر إلى حد بعيد، أيضا جماعة سبت الزينات شهدت أحداثا تاريخية مهمة لذا يمكن الدفع من أجل خلق مدار سياحي بالمنطقة يساهم في تنميتها أضف إليها مشروع سوق نموذجي بالمنطقة، و أيضا عوض اقتناء سيارة للجماعة لم لم يفكر القائمون على تدبير الشأن المحلي في شراء شاحنة صغيرة لنقل نفايات السوق الأسبوعي و مخلفات مجزرته التي تعد كارثة بيئية بالمنطقة، هناك الكثير من المقترحات فقط تحتاج إلى رغبة و إرادة سياسية و خطة عمل واضحة المعالم و نكران للذات و الابتعاد عن الصراعات التافهة التي لن تنفع في شيء.

لكن السؤال المطروح اليوم، ما هي مبادراتكم أنتم كمجتمع مدني خاصة وأن الوثيقة الدستورية منحت للمجتمع المدني هامشا معتبرا، لنحدد اكثر بعدما تأكد شراء الرئيس لسيارة بثمن باهض وكبير (19 مليون سنتيم) بالمقارنة مع إمكانيات الجماعة المتواضعة، ماذا فعلتم كجمعية وماذا أنتم فاعلون، هل ستتركون الرئيس يصرف كل تلك الأموال التي يمكن وضعها في احتياجات الساكنة وما أكثرها؟

طبعا المجتمع المدني الأن أصبح له أدوار كبيرة بحكم الدستور الجديد، و لا طالما لعبت الجمعية هذا الدور في الحرص على مصالح الساكنة فقد كانت السباقة إلى تبني ملف حافلة النقل العمومي و تمديد الخط و أيضا في الوقوف ضد إقامة مقلع بمنطقة بين النحل و قلعية و الخرب، أما فيما يتعلق بمسألة تبدير أموال عمومية في شراء سيارة فالمجلس الجماعي لم يصادق على هذه النقطة إلا يوم الخميس 5 يناير 2015 و لا زال الأمر ينتظر موافقة السلطات الوصية ممثلة في وزارة الداخلية حتى يصبح الأمر ساريا، و نحن سنعمل في هذا الإتجاه و سيكون لنا موقف رسمي فيه إنشاء الله تعلمون به حينه، أما على المستوى الشخصي فقد كنت أول من تبنى خطوة فضخ هاته العملية و و تنوير الرأي العام بمعطياتها و خلق نقاش جدي حولها.

في الأخير هل لديكم ما تريدون إضافته ؟

في الأخير أود أن أشير إلى أن ما قيل ليس موقفا شخصيا من أحد و إنما هو موجه إلى أشخاص عموميون بصفاتهم و ليس ذواتهم الشخصية و من لم يعجبه الأمر فليستقل و يرتاح من كل هذا، و أيضا جمعية النماء ليس في حاجة إلي أحد أن يعطيها شهادة لحسن سيرتها، فتاريخها وبرامجها وأنشطتها الهادفة و لله الحمد يتحدثون عنها أينما حلت وارتحلت، صحيح أنها تمرض لكنها حتما لن تموت ما دامت هناك شرايين توصل الدم إلى قلوب أعضائها، و من يسعى في فشلها عليه أن يزيد من جرعات الصبر لديه و بيننا و بينهم الله و هو أحكم الحاكمين، و ختاما أجدد الشكر للموقع على هاته الإستضافة.