نحت على جدار الزمن

أشعر بجوع قاسٍ ينهش لساني ويستحثه على الكلام ..
يسقطني على أرض أوراقي فاقدة الوعي
أتخبط بين الأسطر ، لا أجيد فن الصمود ..
أستنجد ببعض من خجل حروفي المعراة أمام التهكم الفاضح بـ ذات كُنتها وأفتقدتها بمنعطف ألم
أحتاج لـ وجبة كتابية دسمة تغنيني عن الثرثرة فـ لطالما الصمت أغراني ..!!


كنت في زمن ليس ببعيد سيدة تتقن فن حياكة الأقنعة
لكنها لم تكن تجيد فن الحفاظ عليها من أعين المتلصصين المقنَّعين بـ إحكام ..
كنت كلما لحفت وجهي بقناع ، مزقته ملامح البراءة ، لـ تصبح شبة عارية رغم سترتها البالية ...!
تباً لذاك الزمان .. كم أفتقدت به الصدق ..حتى مع نفسي ...
وما أقسى أن نفتقر لـ حقيقة ذاتٍ ضالة وبحاجة لـ إشباع نفسي متسع لـ يوصلها لـ مرتع أمان ...



وعلى جادة طريق مهترئ الخطى
وبمصير يشبة أحلام وئِدت على كتف الزمان
أجهض الصمت مجمل سيئاته من رحم أملٍ عقر الأمنيات
وأنجب حسنته اليتيمة حين أسقط كل أقنعتي في منفى لـ وطن مزيف
ظننت حينها أنه راق لي كثيراً أن أعيش بـ هذاالمنفى ، بعيداً عن أعين وددت أن أفقأها لـ أكون لا أشبه إلا [أنا] !!
والآن أيقنت أني لن أجد ذاتي إلا بـ كنفه ، بين سماؤه وأرضه
خارج زحمة الوطن وبـ عالم بات أشبه بجنة تفرض علي الاستسلام لـ قدسية قدر محتوم ...
ورغم عقوق الحظ وإعاقة الوصول .. إلا أني سـ اصل حتى وإن سقطت أطرافي مجبرة في منتصف الطريق ...


كتبت عن الزمان

ورسمت صورالأمكنة

وختمت على قلبي بصمة حمراء

وبصقت من ذاكرتي كوابيس الظلام

وتربعت على عرش الحقيقة بـسحنة صدق خالية من الألوان

وجاهدت نفسي على تقيأ سموم الحزن

وحررت عقلي من شوائب عالقة أسميتها يوماً قناعات

أغتسلت من كلي وعقمت أطراف أفكاري

أبدأ الكتابة بصفحة نقية / كـ شفافية الماء

وكل هذا ولم أصل بعد ...!!

كـ [ طفلة ] تحبوا على عين الحقيقة

وبـ إتجاه محايد لعاداتي

مددت يدي أستغيث من خوف يلفظني خارج أسوار المنفى

أخشى أن يداهمني الفقد بغتة دون سابق إنذار

بدأت أتعلم المشي من جديد ... خطوة .. خطوة

وكبرت فيَّ الأمنيات قبل بلوغي مرحلة الرضـــى

تعثرت بواقع مرير ، أخبرني أن الصبر مأوى ، ولغة الصمت أقوى

وقفت من عثرتي أنفض الغبار عن وجه الحقيقة

وأرفض قناعة كادت أن تكون عقبة تعيق طريقي لآمالي