أخيرا وبعد فترة طويلة من الحيرة والجدل، تمكن فريق من العلماء الألمان فى مستشفى جامعة هيديلبيرج من اكتشاف جين وراثي يقف وراء أسباب الموت المفاجئ "الغامض" للاعبي كرة القدم والرياضيين بصفة عامة.
وأشار فريق العلماء الألمان بالجامعة فى الأبحاث التى أجروها مؤخرا على مجموعة من الأسماك إلى إحتمالية حدوث نوبة قلبية قاتلة بدون أى اشارت مسبقة، نتيجة وجود حمضاً أمينياً "خادعاً" يتسبب فى تعديل جيني بسيط وهو ما يؤدى بدوره إلى الوفاة المفاجأة.
وقال الدكتور هوجو كاتوشاس أنه تم إجراء هذه الاختبارات على الأسماك لما لها من تركيب جيني مماثل للبشر، وتلك العيوب قد تمثل خطراً على البشر أيضاً، بحسب بيان أوردته النشرة الطبية الأوروبية.
وحذر فريق الأبحاث الألماني من تزايد ظاهرة الموت المفاجئ التى تحدث للرياضيين مستدلا بوجود 30 ألف شخص في ألمانيًا مصابون بعيوب جينية فى القلب وفي الغالب لا يكتشف إلا بعد فترة طويلة أو بعد الوفاة.
وبشكل أكثر تفصيلا، أجرى الدكتور فولفجانج روتباور بعض الفحوصات أكتشف من خلالها وجود تحول جيني في الحامض الأميني، سيرين 195 بسبب بروتين يوجد بعضلة القلب يسمى "ميوسين الخفيف السلسلة 1" وله علاقة قوية بانقباضها.
وهذا التغير الذى يحدث فى عضلة القلب بصورة حادة جعل أخصائيو القلب بهيديلبيرج يجرون مزيًدا من الأبحاث على الأسماك خاصة من نوع "الزرد" لأن ما يقرب من 70% من الجينات البشرية مماثلة لجيناتها.
تعريف الموت المفاجئ
يعرّف علماء الطب الرياضي الموت المفاجئ على أنه موت غير متوقع يحدث خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الساعة من الزمن، نتيجة اضطرابات في الشريان التاجي للقلب أو الجلطة القلبية المفاجئة التي تأتي من دون سابق إنذار.
ويحدث الموت المفاجئ أحياناً دون أية علامات عن وجود مرض في القلب، وعلى الرغم من ملايين الدولارات التي تُصرف على أبحاث أمراض القلب في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن نسبة الموت المفاجئ بقيت ثابتة .
حالات من الموت المفاجئ
- التونسي الهادي بن رخيصة، توفي خلال مباراة لفريقه الترجي وكان التقرير الطبي وقتها هو بلع لسانه دون تمكن المسعفين من إنقاذه.
- الجزائري عبد الكريم قصبا، توفي أثناء مباراة في الدوري المحلي لفريقه ترجي مستغانم، حيث أصيب بسكتة قلبية ناجمة عن جهد زائد .
- الكاميروني مارك فيفيان فويه : توفي أثناء مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي لبطولة القارات عام 2003، وقال الأطباء بعد تشريح الجثة أن وفاته كانت طبيعية، لكن الكثير من علامات الاستفهام لا تزال تثار حول وفاته
- المجري فيكلوس فيهر، توفي أثناء مباراة فريقه بنفيكا البرتغالي مع فيتوريا جيماراش في الدوري المحلي عام 2004 بعد إصابته بأزمة قلبية حادة خلال المباراة.
- البرتغالي هوجو كونيا، توفي خلال مباراة ودية لفريقه يونياو ليريا، حيث سقط أرضا ولم يستطع الأطباء إنقاذه.
- البرازيلي سيرجينيو، توفي اثر إصابته بأزمة قلبية خلال مباراة فريقه ساو كيتانو أمام ساو باولو في الدوري البرازيلي ، وقد فرض الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وقتها عقوبات مشددة على نادي ساو كيتانو بسبب معرفته المسبقة بإمكانية تعرض اللاعب للخطر.
- البرازيلي كريستان جونيور (دا ليما)، توفي قبل دقائق من نهاية مباراة فريقه ديمبو سبورتس الهندي أمام موهون باجان في المباراة النهائية لبطولة كأس الهند، اذ سقط اللاعب أرضا بعد أن سجل هدفا لفريقه وأتهم حينها حارس مرمى الفريق المنافس بتعمد الاصطدام به مما أدى إلى سقوطه مغشيا عليه قبل أن يتوفي.
- الفرنسي دافيد دي توماسو لاعب نادي أوتريخت الهولندي، توفي أثناء نومه وقال الأطباء بأن سبب الوفاة هو تعرضه لسكتة قلبية .
- المصري محمد عبد الوهاب، يعتبر محمد عبد الوهاب لاعب الأهلي المصري من اللاعبين العرب المشهورين الذين توفوا في الملعب بالفترة الأخيرة، وذلك أثناء تدريباته مع الفريق، وارجع الأطباء سبب الوفاة إلى هبوط حاد في الدورة الدموية.
- لاعب السلة الأمريكي مارتن ستون المحترف في صفوف الفريق الأول بنادي الاتحاد سقط مغشًيا عليه خلال استماعه لتوجيهات مدربه خلال مباراة في بطولة النخبة السعودية .
- لاعب السلة الالماني الكاميروني الاصل يدعى جان اوسكار مونتانجو ( 30 سنة ) فقد سقط على الأرض دون أى احتكاك ولقى حتفه على الفور.
- أنطونيو بويرتا مدافع فريق أشبيلية والذي أغمي عليه بعد توقف قلبه عن العمل عدة مرات خلال مباراة فريقه مع خيتافي في افتتاح الدوري الإسباني إلى أن توفى فى المستشفى.