تدخلت القوات العمومية، صباح أمس،
بعنف أمام المقر المركزي لحزب الاستقلال بالرباط لتفريق المكفوفين المعطلين الذين
كانوا يعتزمون إحراق أنفسهم احتجاجا على عدم تعامل الحكومة بجدية مع مطالبهم. وكان
أزيد من 58 مكفوفا معطلا قد عمدوا إلى تكبيل أيديهم بشكل جماعي بسلاسل حديدية أمام
مقر حزب الاستقلال، وحملوا معهم قنينات مليئة بالبنزين تمهيدا لسكبها على أجسادهم
وإشعال النار فيها، قبل أن تحل بالمكان تعزيزات أمنية كبيرة وسيارتان تابعتان
للوقاية المدينة والمطافئ.
المشهد سيتخذ، بعد ذلك، طابعا عنيفا بعد أن لجأت
عناصر تابعة للوقاية المدنية إلى الاستعانة بخرطوم مياه مخصص لإخماد النيران تم
توجيهه إلى أجساد المكفوفين المعطلين الذين قاوموا مياهه القوية، قبل أن تلجا
القوات العمومية إلى قاطع حديدي لفك السلاسل التي كبل بها المكفوفون أيديهم، ليتم
بعد ذلك الاعتداء عليهم بالركل والصفع والبصق، ثم جرهم على الأرض بطريقة عنيفة قبل
رميهم خلف بعض السيارات التي كانت مركونة أمام مقر حزب الاستقلال. المكفوفون
المعطلون، الذين يمثلون المجموعة الوطنية والمجموعة المستقلة للمكفوفين المعطلين،
رددوا، قبل التدخل الأمني الذي خلف استياء كبيرا وسط المواطنين الذين تابعوا ما
جرى، شعارات يتهمون فيها الحكومة بـ«النفاق والكذب» وتوظيف ملف المكفوفين
لـ»السعاية» والاسترزاق من الخارج دون أن تعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة المتمثلة
في إيجاد مناصب عمل لهم، كما حملوا الوزير الأول عباس الفاسي مسؤولية ما سيؤول إليه
الوضع في حال الاستمرار في تجاهل مطالبهم التي ناضلوا من أجلها على امتداد عشر
سنوات. التدخل الأمني العنيف طال أيضا أعضاء مجموعة المستقبل، حيث هاجم عدد من
عناصر التدخل السريع أعضاء المجموعة الذين كانوا ينظمون مسيرة باتجاه المقر المركزي
لحزب الاستقلال، وقاموا بنزع لافتة كانوا يحملونها في الوقت الذي قام فيه مسؤول
أمني بزي مدني بتوجيه صفعات متتالية إلى أحد أعضاء المجموعة وسلبه نظارته الطبية
وهو يتفوه بعبارات نابية.