في قديم الزمان وسالف العصر والأوان كانت أختان تعيشان في بيت صغيرعلى إسمها لبني،فائقة الجمال،معتدلةالقوام اكنها كثيرةالدلال،قليلةالإحسان،أماالبنت الصغرى فكان إسمها زهرةمتوسطةالجمال،لكنها كثيرة العطاء
والطيبةوالسخاء.دات يوم ربيعي مشمس خرجت لبنىإلىضفةالنهروفكت ضفائرهاوراحت تمشط شعرها،وتملأعينيهابجمال وجههاالدي كان ينعكس فوق سطح الماء.سمعت صوت عجوز تنادي ورائها
ساعديني يابنيتي فانا لا أقوى على رفع جرتي)انتفضت ابنى غضبا وقالت
لاتزعجيني أيتها العجوز الشمطاء.أنا مشغولة لا أستطيع مساعدتك) نظرت إليها المراة المسنة في حسرة وأسى قائلة ( اذهبي جعل الله الأفاعي تخرج من فمك القبيح كلما تحدثت ).ضحكت لبنى باستهزاء قائلة (أنا فمي قبيح ألا ترين أنه مرسوم كالخاتم .يالك من عجوز ضريرة لاتبصر).غادرت النهر وتركتها وحدها دون أدنى مساعدة. بعد قليل جاءت زهرة لتحضر الماء من النهر فالتقت بالعجوز وهي مازالت تجر جرتها بعناء.فأسرعت إليها بغية مساعدتها . زهرة .هوني عليك يا خالتي .سأحمل جرتك وأرافقك إلى بيتك . العجوز. بارك الله فيك وأكثر من أمثالك .ما إسمك ياعزيزتي ؟ زهرة :إسمي زهرة وأنا في خدمتك العجوز:جعل الله عطر الازهار والمسك والعنبر ينبعث من فمك كلما تحدثت . بعد بضع سنوات جاء فارس عظيم الشأن كبير الجاه وافر الثراء والمال راغبا في الزواج من لبنى لكثرة ماسمع عن جمالها الساحر فوافق الأب دون تردد وتم اللقاء . وعندما أخذ العريسان يتبادلان أطراف الحديث بدأت الثعابين والأفاعي تخرج من فمي لبنى وتحول جمالها الفاتن إلى شكل بشع يقشعر له البدن .فوجئ الافرس ولم يكن أمامه سوى الهرب . بعد بضع شهور تقدم فارس اخر إلى زهرة طالبا الزواج منها فقبل الأب وتم اللقاء.وعندما همت بالكلام بدأ عطر الازهار والمسك والعنبر ينبعث من فمها .فأعجب الفارس بحديثها واستأنس صحبتها وأسرع بالزواج منها. أما لبنى فقد عاشت حياتها وحيدة بعد موت والديها. وكانت كلما نظرت إلى أختها وهي تنعم بحياة سعيدة وسط أولادها وزوجها تتذكر كلام العجوز .فتهيم على وجهها باحثة عنها على ضفة النهر لتعتذر منها. لقد لقنت العجوز لبنى درسا لا تنساه . بأن الجمال الحقيقي هو جمال النفس .جمال الجسم وحده لايكفي إن لم يكن متوجا بجمال الروح . /