الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
جنسترا الصحة والتغذية
تعتبر الفواكه وعصائرها ركيزة مهمة من ركائز ثقافة الغذاء الصحي والبدني والتي أخذت تغزو بمفهومها معظم مجتمعات العالم للحفاظ على الصحة والوقاية من السمنة والامراض المزمنة .
بدأت تزاحم ثقافة النشاط البدني في هذه المجالات ( محاربة السمنة ) ويكاد يجمع علماء وفلاسفة ثقافة الغذاء الصحي والثقافة البدنية وصف من لا يحب تناول الفواكه وممارسة النشاط البدني بانه :
يعتبر من قساة القلوب
انه ذو حس غير مرهف
انه ذو مؤشر سكري عالي او سوف يكون كذلك
انه مصاب بالبواسير او سوف يصاب بها نتيجة الإمساك الذي يعاني منه لعدم تناوله الحصص الكافية من الألياف الغذائية والتي تقدر بحوالي 30غم يوميا
انه سوف يعاني أجلا ام عاجلا بارتفاع مختلف الدهون في دمه وذلك لعدم كفاية الألياف الطبيعية الذوابة والغير ذوابه في نظامه الغذائي .
تحتوي الفواكه على الكربوهيدرات التي توصف عادة بالكربوهيدرات الجيدة وذلك لاحتوائها على الجلوكوز والفركتوز حبيس او مخلوط مع الالياف الطبيعية التي تعمل على التقليل من امتصاص السكريات هذه مما يؤدي لخفض مؤشرها السكري وعدم ارهاق البنكرياس واجباره على افراز كميات كبيرة من الانسولين بعكس الارز والذرة والخبز الابيض والفطائر والمعكرونة والبيتزا والمعجنات التي توصف بالكربوهيدرات السيئة والتي لها مؤشر سكري عالي حيث تعمل على رفع نسبة السكر في الدم بسرعة وبالتالي زيادة مخزون الدهون والتعرض للبدانة والوزن الزائد وما ينتج عنهما من امراض كالسكري والضغط والجلطات القلبية .
ما هي أفضل الطرق لتناول الفواكه ؟
يقول الله تعالى في وصف طعام اهل الجنة " وفاكهة ولحم طير مما يشتهون " اي انه قدم الفاكهة على اللحوم بالأهمية من جهة وبزمن أكلها من جهة أخرى وهذه ليست دعوة للاكثار من الفاكهة بل مقادير قليلة متوازنة يوميا من فاكهة الموسم ذاته لان الطبيعة الذكية تعرف ماذا ستعطي الانسان في كل موسم وما يتلائم مع حاجته فنجد ان الصيف الحار مثلا يفقدنا الكثير من السوائل عن طريق التعرق لذلك تمتليء خضار وفاكهة الصيف بالماء الحلو لتعيد التوازن لاجسامنا ولتعوض ما فقدناه من المياه والاملاح عن طريق التعرق والمعروف انه من اشهر فواكه الصيف هي البطيخ والشمام والعنب والتي تحتوي على 95%من وزنها ماء تقريبا .اما في الشتاء حيث تكثر الامراض الفيروسيه مثل الرشح والزكام والانفلونزا والتي تحتاج اصلا لجرعات كبيرة من فيتامين ج للوقاية منها والعلاج فان الطبيعة هنا تعطينا كميات وافرة ولذيذة من الحمضيات الغنية بفيتامين ج للمساعدة في الوقاية والعلاج من امراض الشتاء انفة الذكر
ويجب ان لا تعتبر الفاكهة مكمل غذائي فقط يمكن ان ناكلها او نهملها بل يجب ان ناكلها وبكميات متوازنة وحسب الموسم اي يفضل تناول الفاكهة الطازجة بنت الموسم.
ان الطريقة الصحيحة لتناول الفواكه هي قبل او بعد الطعام بحوالي ساعة او اكثر فاذا تناولنا الفواكه مع اللحوم والدهون او بعدها مباشرة قد يؤدي هذا الى عرقلة مرور الفواكه للامعاء الدقيقة حيث المكان الملائم لهضم الفواكه ولكن بخلطها مع وجبة البروتينات والدهون نجبر الفواكه على الاستقرار لوقت طويل حوالي 6 ساعات في المعدة لتتعرض هناك للحرارة والرطوبة وهما العاملان الضروريان لتخمر الفواكه حيث تتحول لكحول وما ادراك ما الكحول مما يؤدي لاضطراب عملية الهضم لذا يعتبر تناول الفواكه بعد الوجبات الغذائية مباشرة عمل ضار جدا مسببا سوء الهضم والامتصاص وتكون الغازات وتطبيل البطن .
اما اذا تم تناولها مباشرة او مع الكربوهيدرات ( الارز والخبز والبطاطا وغيره ) فان خاصية الفواكه المعروفة بتدمير انزيم الثيالين الموجود اصلا في للعاب حيث يعتبر هذا الانزيم ضروري لهضم الكربوهيدرات حيث يخلط هذا الانزيم معها وتسحبه من اللعاب في الفم الى تجويف المعدة وعندما تحرم منه نتيجة تدميره بواسطة الفوكه تستقر الوجبة الغذائية هذه داخل المعدة لفترة طويلة حيث الحرارة العالية والرطوبة والنتيجة النهائية حدوث تخمر يعقبه شعور مؤلم بالانتفاخ وامتلء البطن بالغازات مما يفسر اسباب المتاعب التي نشعر بها عقب تنول وجبة دسمة تختلط فيها لنشويات مع الفاكهة .
هذا العلم يسمى بعلم كيمياء الهضم التي يجب ان يكون عند الجميع فكرة ولو بسيطة عنها لتجنب تناول بعض انواع الاطعمة مع بعضها البعض وابسط مثال على ذلك هو تناول الشاي مع الحليب حيث يؤثر ذلك على امتصاص الكالسيوم .
اما العصائر فيفضل تناولها طازجة وبعد تحضيرها مباشرة ، وان اسوء ما قد يدخل معدة الانسان بعد المشروبات الغازية هي العصائر المصنعة والمعلبة والتي تحتوي الكثير من السكر والنكهات الصناعية والمواد الحافظة والغازات المضغوطة ومعظمها لا يحتوي اكثر من 20-25 % من عصير الفاكهة الطبيعي وان افضل العصائر هي عصائر التفاح والرمان لما لها من فوائد لجسم الانسان يعتبر عصير التفاح أحد أكثر أنواع العصائر شعبية ويستحسن شرب العصير الطازج بدون أي مواد إضافية ، فهو لذيذ الطعم ومنعش من الممكن أن يدخل في تحضير كوكتيلات مع فواكه أخرى .
الفوائد الصحية :
عصير التفاح غني بالأملاح المعدنية والفيتامينات وفوائده كثيرة فهو يدر البول ويلين المعدة ويقاوم مرض الروماتيزم وهو إلى ذلك مقشع ويفضل تناوله صباحا على الريق ويعتبر عصير التفاح مخفض لمعدل الكوليسترول في الدم ومسهل للهضم ومنشط للجسم
اما عصير الرمان فيمكن الحصول على عصيره الذيذ الحامض والمنعش جدا وذلك بعصر ثمرتين من الرمان الناضج مع قليل من الماء و يحتوي على العديد من الأحماض وهو مصدر جيد للبوتاسيوم وفيتامين ( سي ) يعتبر منشط للقلب والدورة الدموية وقابض للأنسجة حيث يمكن خلطه مع القليل من العسل للمساعدة في شفاء المعدة والأمعاء وخصوصا للقرحات كما يمكن تقطير القليل منه داخل الأنف للمساعدة على وقف نزيف الأنف ، ويعتبر قابض للأمعاء ومفيد في حالات الإسهال لاحتوائه على مادة التانين القابضة على أن يشرب باردا وبدون سكر ، وهو يجلب النعاس ومهدئ للأعصاب لذلك لا ينصح به للرياضيين قبل النشاطات الرياضية .
ويفضل ان لا يشرب كوكتيل الفواكه حيث ان هذه الخلطة تعتبر غير صحية واذا كان لا بد من الخلط بين العصائر فيفضل ان لا يشرب اكثر من عصير فاكهتين معا للاستفادة القصوى من محتوياتهما وعدم ارهاق المعدة بخليط يكون كثيفا نوعا ما وإياك ان تسمح بإضافة الحليب لأي عصير تطلبه من محلات العصائر وتعامل عصائر الفواكه كما تعامل الفاكهة للطريقة المثلى لتناولها وهو قبل الاكل بساعة او بعد الاكل بساعتين ويفضل عصير الرمان بعد الوجبات الدسمة لما له من خاصية مهضمة وتقليل امتصاص الدهون .