معنى لا إله إلا الله :
الإله : مأخوذ من أله يأله ومعنى أله في اللغة :عَبَدَ.
لا إله إلا الله تعنى أنه لا معبود بحق إلا الله تبارك وتعالى.
فالإله : هو المعبود المطاع الذي تألهه القلوب ، أي تتجه له وتقصده وتخضع له وتذل له وتتعلق به خشيةً وإنابةً ومحبةً وخوفاً وتوكلاً عليه وإخلاصاً له تبارك وتعالى .
وقولنا : " بحق " يخرج به من عُبِدَ بالباطل، وهم كل من صرف له نوع من أنواع العبادة من دون الله تعالى ، وهم كثير من الأصنام ومن الصالحين والطواغيت والأحبار والقوانين وغيرهم.
وهذه الكلمة تشتمل على ركنين :
نفي .
إثبات .
فالنفي هو قولنا " لا إله " والإثبات هو قولنا " إلا الله " .
فـــ " لا إله " ننفي جميع ما يعبد - زوراً وبهتاناً - من دون الله تعالى ، " وإلا الله " : نثبت بها جميع أنواع العبادة لله رب العالمين وحده لا شريك له لافي عبادته ، ولا في حكمه, كما لا شريك له في ملكه ، وربوبيته ، ففيها إذن براءة من كل ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى ، وفيها تحقيق العبودية لله وحده .
وقد جاء معنى الكلمة العظيمة في آيات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى:
قال تعالى : ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)).
فقوله تعالى : (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ)) هو معنى قوله " إلا الله " وقوله : (( وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) وحققوها في حياتكم وعبادتكم وهو معنى قوله " لا إله " .
وقال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)).
وقال سبحانه تعالى : (( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
فقوله جل وعلا " (( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ)) هو معنى قوله : " لا إله " ومعنى قوله : (( وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ)) هو معنى : " إلا الله " فهي إذا تفيد نفس معنى لا إله إلا الله.
وكذلك قال تعالى : (( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)).
فلا نعبد إلا إيَّاه، لا رازق إلا الله ، لا مدبر إلا الله, لا نخشى إلا الله ، لا نتوكل إلا على الله ، لا نرجو إلا الله ، لا نخاف إلا الله, ولا نتضرع إلا إليه, ولا نتحاكم إلا إلى شرعه, ولا نوالي إلا فيه ولا نعاد إلا فيه, ونكفر بالطواغيت على كافة أشكالها من أصنام ونظمٌ علمانية وديمقراطية....
فمن أجل نشر هذه الكلمة وإعلائها قامت الحروب وتطايرت الرؤوس, وسالت الدماء وسُلَّ سيف الجهاد وهجر رجالٌ أوطانهم, وناصرهم أقوامٌ آخرون, فياله من شرف أن يعيش المرء لها ويموت عليها, نسأل الله ان يجعلنا منهم.