كن صديقي...«فكم جميلاً لو بقينا أصدقاء»

تضفي الصداقة على حياتنا رونقا مميزا، نادرا ما يجد المرء مثيلا له في العلاقات الأخرى التي قد تفرض عليه،كعلاقة الاقارب،او تلك التي يختارها لإكمال مسيرة الحياة كعلاقة الازواج،او تلك التي يلجأ اليها ليختبر أجمل شعور في العالم وهي الامومة.
الانسان يحتاج الى صديق يستمع الى مشاكله وينصحه ليكون له الملجأ الذي يأويه من ظلم الحياة، ليواسيه في أحزانه ويشاركه في أفراحه،ليفتح له قلبه معبرا عما يعتريه من مشاعر وما يدور في داخله من دون خوف ،او رقابة على افعاله واقواله،فيخفف عليه عبء الحياة وهمومها.
من هنا ضرورة اختيار الصديق بعناية كبيرة،كونه المؤتمن على اغلى ما نملكه،لذا علينا ان نجد فيه الاب الذي يحمي ابناءه من الخطر،والام التي تحتضن طفلها وتواسيه في وقت الشدة،والشقيق الذي نثق به ونأتمنه على كل اسرارنا،والرفيق الذي نمضي الوقت معه من دون ان نشعر به.
ان هذه ليست بمثالية ،بل هي الصداقة الحقيقية، ومن لم يختبر في صديقه جميع هذه الصفات فهو لم يجد الصديق الحقيقي بعد.
قد نتزوج وننجب اولادا ونكوّن اسرة ،ونفتح علاقات اجتماعية عديدة،إلا ان قلة منا يختبر شعور الصداقة الحقيقية لأنها نادرة الوجود في زمن الخيانة وقلة الوفاء فيه هما سيد الموقف.
من هنا الدعوة لإختيار صديق نرتاح اليه ونثق به،فيقع الاختيار على صديق من الجنس نفسه فنلقى الدعم والتأييد،واحيانا نختار الجنس الآخر صديقا لنا فنجد انفسنا في المنطقة المحظورة التي لا يتجاوزها إلا من خرج على عادات المجتمع وتقاليده.
فإلى اي حد لا زالت مجتمعاتنا ترفض هذا النوع من العلاقة؟وما هو المعيار الانسب لإختيار الصديق؟
للصداقة بين الجنسين بريق خاص فهي تضفي على العلاقة لونا معينا، يميزها عن الصداقة العادية ،لكن هذا النوع من الصداقة يصطدم بحواجز عديدة ،على الرغم من الانفتاح والعولمة وتقدم التكنولوجيا وسهولة الاتصال بالآخر،فلا زالت بعض المجتمعات ترفض هذه الثقافة الغربية الدخيلة وتعتبر الصداقة بين الجنسين احدى نتائج هذه العولمة وبالتالي فهي مرفوضة.كما تحاكي مجتمعات اخرى العولمة اكثر من المجتمعات الغربية نفسها وتعتبر هذا النوع من الصداقات مرآة المجتمع المتطور والمنفتح على كل الحضارات والثقافات.
بين هذا المجتمع وذاك يقف الشباب بين مؤيد ورافض،ثائر وخاضع، ليخوض التجربة متحديا او مستكشفا جوانب هذه الصداقة المحرمة ليخرج بنتيجة قد تضيف الى ثقافته آفاقا جديدة،او تجربة فاشلة لم يجن منها إلا خيبة الامل.
وفي كلا الحالتين ،سواء كانت النتيجة سلبية ام ايجابية،تعكس التجربة على حياته خبرة جديدة اكتسبها للمستقبل،فيأتي الحكم بالإعدام لعلاقة لم تولد اصلا خوفا مما لا تحمد عقباه.
البعض يقول ان هذه العلاقة من المحرمات،لانها وإن بدأت بريئة فإنها سرعان ما تتحول وبرضى الطرفين الى علاقة جنسية ،فيقعان في المحظور وحينها لن ينفع الندم او الرجوع عن الخطيئة،من هنا الدعوة الى تحريمها والابتعاد عنها.

ان الخوف من المجهول ،عدم الثقة بالطرف الآخر وغياب الوعي،عوامل اساسية في عدم تقبل البعض لفكرة الصداقة بين الجنسين، ولكن كيف لنا ان نحكم على موضوع لم نختبره ونطلق احكاما جائرة لانه ينافي المبادىء التي نشأنا عليها والتي قد تكون بعيدة عن العقل والمنطق؟.
ألم يقل نزار قباني :«لم أمارس الحب بالنظارات.....ولا الجنس بالنظارات،فلكي تكتب عن الحرب لا بد أن تحارب، ولكي تكتب عن البحر لا بد أن تبحر، ولكي تكتب عن الشوق لا بد أن تشتاق..
ولكي تكتب عن النار لا بد أن تحترق...»،من هنا لكي نحاكم الناس على افعالهم ونمنع اولادنا عن امور معينة،فلندخل اولا في تجاربهم ونختبر ما يدافعون عنه حتى نستطيع الدفاع عما نؤمن به وليس لما حفظناه.
فالصداقة هي صداقة الروح قبل الجسد ،وإن بقيت ضمن حدود الاحترام فهي من اروع ما يمكن ان نختبره من شعور،لندع اولادنا يكتشفون ما حرمنا منه،مع ضرورة مراقبتنا عن كثب لمساعدتهم في الوقت المناسب.

كن صديقي...«فكم جميلاً لو بقينا أصدقاء» Pix

كن صديقي...«فكم جميلاً لو بقينا أصدقاء» Lol

موضوع: 1 الأربعاء أكتوبر 21, 2009 5:12 am