"قال لي أبي إن حب الوطن أمانة كبيرة على مدى الزمن " و انا صغير كنت أردد هذه الأغنية على مسامع المعلم في أحد مدارس الحكومة البائسة-المدرسة و الحكومةمعا- بحماس غريب و لما إنتهيت لمحت المعلم يرمقني بنظرات غريبة هي مزيج من الشفقة و الحسرة لم أفهمها أنذاك -و أنا الذي يعتقد أنه أحسن صنعا- فلم يكن عمري يتجاوز 10 سنوات أنذاك ’فاقترب مني -المعلم- و همس في أذني كلمة سأسمعها فيما بعد كثير
قال لي "مادمت في المغرب فلا تستغرب"
الآن بعد مرور أعوام كثير أدركت-ربما متأخرا- الحكمة التي قالها معلمي -الله يذكرو بالخير-
حقا كل شي في هذا البلد يدعو للاستغراب حتى لم تعد للغرابة أية غرابة حيث تعايشنا معها كقدر مكتوب علينا لا مفر منه
و في الأخير نجد هناك من يعطينا دروس-مجانية- في الوطنية و أغلب المتطوعين لأعطاء هذه الدروس تجدهم لا يتمتعون بأي حس وطني يذكر أو أنهم شربوا من حليب الوطن حتى الثمالة