شاب في العقد الثالث من عمره.. هادئ، واثق، وخجول. إنه إسماعيل المسعودي، ابن مدينة طنجة البار.
بدأ يعاني اسماعيل من مشاكل صحية في عينيه وهو بعد في السابعة من عمره، قبل أن يفقد بصره بشكل نهائي في الخامسة عشرة من عمره.
ومنذ طفولته، كانت هواية إسماعيل هي الرسم، وبعد أن فقد بصره، اعتقد أن الأمر قد انتهى وأن هواية الرسم هي آخر شيء ينبغي أن يفكر فيه.
لكن قدر الله كان يخبئ له مفاجأة من العيار الثقيل، استقبلها بصدر مفتوح وبإرداة و رغبة حقيقية في استثمار ما حدث له وتحويله إلى ما يشبه «المعجزة».
وخلاصة القصة أن إسماعيل التقى بأستاذ الفنون التشكيلية « عبد الإله الرمحاني» الذي لاحظ ميل إسماعيل إلى الرسم وحنينه له، فكشف له عن طريقة خاصة استطاع بواسطتها إسماعيل أن يرسم لوحده ودون مساعدة أحد لوحات من مخيلته ومن مذكرات طفولته. لوحات مبهرة وصادمة يستحيل أن تفكر أن صاحبها هو شخص كفيف.
ورغم أن قصته غير مسبوقة ورغم أنه نظم معرضا للوحاته سابقا، إلا أن إسماعيل للأسف الشديد لم يلق الترحاب الكافي، بل إن بعضهم كذب الأمر ولم يتصور أن يخرج كل ذلك الإبداع من شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعيش حاليا إسماعيل فيما يشبه العزلة الاختيارية مع لوحاته في معرضه الخاص بكراج بيته بعروس الشمال، بعد توقف عن الإبداع دام خمس سنوات تقريبا، بسبب الإحباط وحالة اللامبالاة التي لقيها من طرف الجميع: إعلام ونقاد ومهتمين.
لكنه، رغم هذا بدأ يعود مجددا لهوايته وبدأ يفكر في أحلام كبيرة جدا أيضا، حيث يحلم حاليا بأن يقوم بمشروع فني عالمي داع إلى السلام، يأبى في الوقت الحالي أن يكشف عن تفاصيله.
عبد الواحد استيتو