رغم تغيير عدد من الوجوه بنسبة أكثر من ٪90 بمجلس مقاطعة طنجة-المدينة، إلا أن سلوكات بعض موظفي هذه الجماعة يظهر أنها لن ترقى إلى مستوى التغيير الذي ينشده الجميع للخروج من الممارسات القديمة التي كانت تعيق سير تقدم هذه الجماعة بفرض نوع من التعتيم والاعتماد على الزبونية في المعاملات. فخلال الدورة العادية التي انعقدت يوم الثلاثاء 29 شتمبر والتي ترأسها السيد يوسف بنجلون رئيس المجلس بحضور قائد المقاطعة وعدد من المستشارين الجماعيين، استدعى لتغطيتها عدد من الصحفيين.
الغريب في الأمر، والذي يشكل سابقة، هو أن بعض الصحفيين تم تزويدهم بنصوص مقررات اللجن، فيما حرم آخرون من ذلك.. والسؤال الذي يطرح؛ ما جدوى استدعاء الصحفيين دون تمكينهم من المعلومات اللازمة؟ وخاصة أن التقارير تحتوي على أرقام ، تتعلق بالميزانيات والمشاريع.
|
خلال مناقشة مشروع حساب النفقات، من المخصصات لمجلس طنجة المدينة والذي لم نتوصل بنسخة منه إلا في آخر الجلسة، حدد مبلغ المنحة لمقاطعة طنجة المدينة في 9.611.300 درهم برسم 2010 تم اقتراح تحويل ما مقداره مليون و100 ألف درهم من مجموع الباب 30 إلى مجموع الباب العاشر ليصل إلى 6.250.000 درهم بدل 5.150.000 أي بزيادة مليون و 150 ألف درهم لدعم الحركة الثقافية والفنية ومواكبة تحديث الإدارة وعمليات الصيانة لمقر المقاطعة والملحقة المركزية، والرفع من مستحقات المواصلات اللاسلكية من 300 ألف درهم إلى 400 ألف درهم، واعتماد الفصل الخاص بتسفير الكتب والمجلات من 30 إلى 60 ألف درهم، وصيانة الساحات العمومية والمنتزهات الواقعة بتراب المقاطعة، وتحويل أماكن تجميع الأزبال والنفايات المنزلية، وكذا المقاطعة، وتحويل أماكن تجميع الأزبال والنفايات المنزلية، وكذا المناطق المهددة بالبناء العشوائي، حيث ارتأت اللجنة رفع اعتمادها إلى 200 ألف درهم. وبعد المناقشة، والمصادقة على حساب النفقات والتحويلات تم انتخاب محمد الشنتوف رئيسا للجنة الإدارية والعلاقات العامة خلفا للسيد مصطفى الشرقاوي الذي تقدم بطلب استقالته من رئاسة هذه اللجنة.
بعد ذلك قدم ممثل النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطنجة أصيلة عرضا إخباريا عن الدخول المدرسي لموسم 2010/2009، حيث أبرز أن الدخول المدرسي لهذا الموسم تميز بأجرأة وتفعيل المخطط الاستعجالي، مبرزا أنه ليس بديلا للميثاق الوطني للتربية والتكوين، بل لتدارك البطء الحاصل، والمخطط يروم 28 مشروعا يهم جوانب من المنظومة التربوية، ومن حسناته تحديد طبيعة التدخل والمدة الزمنية للإنجاز، والتدقيق في التكلفة، وانطلاقا من البرنامج الاستعجالي تم اعتماد مخطط لإصلاح المنظومة التربوية (كجيل مدرسة النجاح) الذي يستهدف مستوى الأولى من التعليم الابتدائي، ويعتمد على ثلاثة عناصر.
1 - اختيار أساتذة أكفاء؛
2 - دفتر التتبع الدقيق للتلميذ؛
3 - اعتماد الأستاذ الكفيل والأستاذ المرشد الذي يكمل دور المفتش.
ومن الإجراءات المصاحبة لجيل مدرسة النجاح، العناية الخاصة بهذا المستوى دون إغفال المستويات الأخرى، سواء على مستوى التجهيزات أو التأطير والدعم الاجتماعي الذي ارتفع هذه السنة بفضل المبادرة الملكية من مليون محفظة إلى 3.700.000 محفظة ستساهم في محاربة الهدر المدرسي والتسرب. فعلى المستوى الابتدائي تمت تغطيته ٪100 بالكتب والمحافظ، وبالنسبة للمستويات من 2 إلى 5 ابتدائي، تم تزويدهم بالكتب، أما الزي المدرسي فقد تم تدعيم الفئات المعوزة به، كما تعزز الإطعام المدرسي على المستوى القروي.
ممثل النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية لم يخف الإكراهات التي تعتري الدخول المدرسي لهذا الموسم، ويتمثل في تعثر إنجاز بعض البنايات المدرسية لغياب المواكبة، والهجرة المكثفة إلى مدينة طنجة، مما يخلق اضطرابات على مستوى التمدرس كظاهرة الاكتظاظ، وفي هذا السياق، فالنيابة بصدد اتخاذ عدة إجراءات في هذا الشأن، بخلق ملحقات بمجموعة من الثانويات.
وخلال تدخلات السادة الأعضاء، تطرق المتدخلون إلى مشكل عمل بعض المؤسسات التربوية بثلاثة أفواج، وكذا مشكل الاكتظاظ والبنيات التحتية المتردية في عدد من المدارس، والبناءات المفككة وما تلحقه من ضرر بالأساتذة والتلاميذ، وتدني مستوى التعليم العمومي، وضعف الأطر الإدارية، ومشكل الأمن وبيع المخدرات وتناولها بأبواب المدارس.
رئيس مجلس مقاطعة طنجة، أشار خلال تدخله أن هناك لجنة إدارية للتتبع تعمل مع نيابة وزارة التربية الوطنية من أجل تتبع الأشغال، ويبقى مشكل الأمن مطروحا إلى حين القيام بمراسلة السلطات المعنية في هذا الشأن لضمان الأمن في المؤسسات، كما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات التعليمية للبعثات الأجنبية. وكذلك في النقط التي تستدعي التدخل الأمني.
وخلال رده على قضية الأمن، أكد قائد المقاطعة بأن ما يقع من اختلالات أمنية هو خارج عن النقطة الترابية للمقاطعة، باستثناء حالة واحدة تمت معالجتها في الحال، وأن القيادة رهن إشارة هذه الفئة، ورجال الأمن بالنسبة لطنجة المدينة واعون كل الوعي بهذا المشكل ويساهمون في إنجاح الدخول المدرسي.