بعد مرور أربعة أيام على اندلاعه، مازال حريق "خندق اسنان" بالجماعة القروية "دار الشاوي" يحصد المئات من الهكتارات الغابوية، ورغم مكافحة الحريق بوسائل فعالة كالطائرات والجرارات، إلا أن قوة رياح "الشرقي" التي تصل قوتها في هذه اللحظة إلى حوالي 60 كلم في الساعة هي صاحبة الكلمة العليا، فألسنة النيران تنتقل من مساحة إلى أخرى في زمن قياسي.
وعن الأضرار الذي خلفها الحريق بعد مروره بجانب مدشر "ابن حكيم" ليلة البارحة، أكدت بعض ساكنته في عين المكان، أن الخسارة الكبرى هي ضياع ثروتهم الغابوية.
ولم تفلح قوى التدخل المشكلة من رجال الوقاية المدنية ، ورجال القوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية، وعمال الإنعاش من التغلب على امتداد الحريق في اتجاهات مختلفة، مما أدى إلى إتلاف المئات من الهكتارات بسبب قوة الرياح الشرقية وحرارة الطقس، ووعورة التضاريس، وغياب المسالك والطرقات، وقلة المصدات.
هذا بالإضافة الى كثافة الغطاء الغابوي المتنوع والغني بأشجار الصنوبريات السريعة الاحتراق، علما أن التدخل الذي لم يتوقف ليل نهار قد استعملت فيه 5 طائرات للإطفاء، واحدة منها تابعة لمصالح الوقاية المدنية ، وأربعة تابعة لإدارة الدرك الملكي. وفي سياق متابعة تداعيات هذا الحدث المؤلم الذي واكبته ساكنة طنجة عن بعد من خلال ألسنة النيران المتأججة والأدخنة المتطايرة في السماء، والتي لم تخب طيلة ثلاثة أيام.