وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
ولك بِمثل ما دعوت .
اخْتُلِف في قضاء صيام الإفطار عمدا .
قال الإمام البخاري رحمه الله : وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ . وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ وَحَمَّادٌ : يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ .
قَالَ الإمام مالك رحمه الله : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ قَضَاءِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إلاَّ قَضَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ .
ونَسَب النووي هذا القول إلى جمهور العلماء ، فقال : في مذاهب العلماء فيمن أفطر بغير الجماع في نهار رمضان عدوانا . قال : ذَكَرنا أن مذهبنا أن عليه قضاء يوم بدله وإمساك بقية النهار ، وإذا قضى يوما كَفَاه عن الصوم وبرئت ذمته منه ، وبهذا قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وجمهور العلماء .
وسُئلت اللجنة الدائمة سؤالا جاء فيه : أفطرت عدة أيام من شهر رمضان ... فماذا أفعل؟ وقد قرأت أنه من أفطر يومًا من رمضان بدون عذر فلن يقضيه صيام الدهر كله وإن صامه .
فأجابت اللجنة : عليك أن تتوب إلى الله توبةً نصوحًا فتندم على ما حصل منك وتعزم على ألاّ تعود لمثله .
وفي سؤال آخر :
صُمْت خمسة أيام من رمضان فقط ، وأفطرت الخمسة والعشرين يوماً الباقية عامداً متعمداً .
فأجابت اللجنة :
يجب عليك قضاء الأيام التي أفطرتها جميعها متفرقة أو متتابعة ، وأن تستغفر الله وتتوب إليه مما فرط منك توبة نصوحاً، ولا شيء عليك غير هذا عسى الله أن يغفر لنا ولك ، إنه غفور رحيم ، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) ، والتوبة هي الندم على ما مضى من الذنب والإقلاع عنه، وتركه خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له والعزم الجازم ألا يعود في ذلك . اهـ .
فعلى هذا من أفطر يوما من رمضان فعليه القضاء والتوبة إلى الله عزّ وجلّ .
والله تعالى أعلم .