.
فعن أنس رضي الله عنه قال :
خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عند بعيره ، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب . رواه البخاري .
فلم يخجل الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يرى جنوده هذا المشهد ومم يخجل ! أليست حبيبته ؟ ويبدو أن هذه الغزوة لم تكن استثنائية ، بل هو الحب نفسه في كل غزواته ويزداد توصل الأمر بإنسانية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يداعب عائشة رضي الله عنها . في رجوعه من إحدى الغزوات ، فيجعل القافلة تتقدم عنهم بحيث لا تراهم ثم يسابقها .. وليست مرة واحدة بل مرتان .
وبلغت رقته الشديدة مع زوجاته أنه يشفق عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها فعن أنس رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن ـ أي بعض أمهات المؤمنين ـ فاشتد بهن السباق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( رويدك يا أنجشة رفقاً بالقوارير ) رواه البخاري .
حب بصوت عالٍ : وعندما تتخافت الأصوات عند ذكر أسماء نسائهم نجد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع . فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه ـ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ، قلت ومن الرجال ؟ قال أبوها . رواه البخاري .
وعن زوجته السيدة صفية بنت حيي رضي الله عناه ـ قالت : أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعه ، ثم قامت لتنصرف ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يوصلها ، حتى إذا بلغت عند باب المسجد مر رجلان من الأنصار ، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما ( على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) رواه البخاري .
وبسلوك ( الجنتلمان ) يحي لنا أنس رضي الله عنه ـ أن جاراً فارسياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجيد طبخ المرق ، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبقاً ، ثم جاء يدعوه ، فرفض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الدعوة مرتين ، لأن جاره لم يدع معه عائشة رضي الله عنها ـ للطعام وهو ما فعله الجار في النهاية .
خبر الرومانية : وبغض النظر عن السعادة التي يتمتع بها أي إنسان في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن زوجات نبينا الكريم ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ كن يتمتعن بسعادة زوجية تحسدهن كل بنات حواء ـ فمن من النساء لا تتمنى أن تعيش بصحبة زوج يرعى حقوقها ويحافظ على مشاعرها أكثر من أي شيء ، بل ويجعل من الاهتمام بالأهل الحنو عليهم وحبهم معياراً لخيرية الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) .
وتحكي عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد فيبادرها وتبادره حتى يقول لها : دعي لي ، وتقول دع لي .
وعنها رضي الله عنها قالت : كنت أشرب وأنا حائض ، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في .. رواه مسلم والنسائي .
وعن ميمونة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن ، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض . رواه البخاري .
وعلى كثرة عددهن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد والرسول يتفقد أحوالهن ويريد للود أن يستمر .
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح ، جلس في مصلاه حتى تشرق الشمس ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن ، فإذا كان يوم إحداهن كان عندها . فتح الباري شرح الصحيح البخاري .
بيت النبوة :
وفي عصر يبتعد عن الرفاهية آلاف السنين كالن الرسول صلى الله عليه وسلم المحب خير معين لزوجاته فقد روي عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في أكثر من موضع أنه كان في خدمة أهل بيته ، فقد سئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهمة أهله . وقالت : كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم .رواه البخاري .
وظل الرسول صلى الله عليه وسلم على وفائه للسيدة خديجة رضي الله عنها زوجته الأولى بحبه لهام ، أمام الجميع ، وكان يبر صديقاتها إكراماً لذكراها حتى إن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تقول (( ماغِرْتُ من أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة ـ رضي الله عنها ـ وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكراها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ويبعث في صدائق خديجة فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول صلى الله عليه وسلم كانت وكانت وكان لي من ولد . رواه البخاري .
لو تعامل جميع الأزواج مع زوجاتهم مثلما كان يتعامل رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم مع زوجاته واقتدوا بسنته لما انحرفت الزوجات وما تهدمت البيوت بسبب إهمال الأزواج لحقوق زوجاتهم البسيطة كلما تبحث عنه المرأة الاحترام والمودة الصادقة والتعامل بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . ولكن بعض الأزواج لا يهتمون بهذه الأشياء ويعتقدون أنهم إذا وفروا المادة والمأكل أنهم قاموا بجميع واجباتهم مهملين الجانب العاطفي للمرأة ، المرأة بحاجة إلى الحب والحنان والعطف والمودة .
كن لها الأب والزوج والأخ وحتى الأم كن معها عندما تكون بحاجة لك أشعرها بأنك تقدر كل ما تقوم به من أجلك وستكون سيداً لعقلها وقلبها إن شاء الله تعالى ..
.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
__________________