كلاسيكو 2010
كرة القدم - الدوري الإسبانيوسائل الإعلام تحشد قواتها للموقعة والمحال التجارية تسوق للمباراة الكبرى، وبيلليغريني يستعين بأرنب للسيطرة على ميسي
Eurosport مدريد - حافظات نقود وأكواب شاي من الفخار.. دراسات جامعية، أرجنتيني في مواجهة برتغالي.. رسائل بالدموع من كاتالونيا، رقاب تنتظر طيرانها في حال الخسارة.. هكذا يحل "مولد الكلاسيكو" عام 2010 على عالم كرة القدم الإسبانية.
كريسماس كروي ما أن انتهى كارلوس من تحضير خليط عصير العنب والبرتقال في كوب بلاستيكي رخيص، حتى انتشى للحظات واضعاً بعض قطرات من النبيذ الأحمر الذي لا يتجاوز ثمنه أربعة يوروهات، إلا إن مشروبه سريع الإعداد كان كافياً لمصاحبة شطيرته من اللحم والطماطم، والتي يبدو أنها متبقية من اليوم السابق.
حمل كلبه خفيف الوزن، ضئيل الحجم تحت ذراعه، وبدأ في الجلوس أرضاً في عرض الشارع مستقراً أمام التلفاز باهظ الثمن من ضمن عشرات الشاشات التي تزين واجهة أشهر محلات وسط مدريد للأجهزة الإلكترونية، متابعاً ملخصاً تلفزيونياً لأهم لقطات ريال مدريد وبرشلونة للموسم الحالي.
جوناثان برداء كامل من الجينز الممزق لم تمنعه حالته كواحد من مئات صعاليك مدريد بلا مأوي من متابعة هوس الكلاسيكو المرتقب السبت والذي أصبح بمثابة "كريسماس كروي".
لا يجلب جوناثان معه فقط الجانب الاحتفائي الذي لا يرغب كارلوس في تفويته كمشجع مدريدي أصيل، ولكن ماكينة دعايته التي قد تدفع سائح هولندي لدفع ما يقدر بـ 100 يورو مقابلاً لقميص رافاييل فان دير فارت من محلات ريال مدريد الرسمية.
حرب "ميسي – رونالدو" هاهي العروض المغرية ترافق كلاسيكو 2010، بداية من وسادة الأطفال باللون الأبيض التي تحمل جملة "أنا ميرينغي" بثمن 11 يورو، ثم الحصول مجاناً على كوب شاي من الفخار عليه صورة نجوم الريال مع كل عدد من أعداد ماركا، حافظات النقود التي تحمل اسم سيدو كيتا وشابي هيرنانديز من فريق البارسا بسعر ست يوروهات بدلاً من ستين، صحيفة مجانية من صحف مترو مدريد تعلن عن عرض خاص "اشتر لابنك قميص ميسي رقم 10 أو قميص رونالدو رقم 9 بسعر مغر".
على الجانب الآخر، كما أشار تقرير لصحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أن كلاسيكو السبت هو صراع ميسي "أديداس" ورونالدو "نايكي"، مع عدم تجاهل مفارقة أن ميسي يبدو وحيداً بين رفاقه المنتمين لعالم نايكي في البارسا، وأن رونالدو يبدو معزولاً في أغلبية لاعبي ريال مدريد المنتمين لعالم أديداس.
وسائل الإعلام الإسبانية أرادت تلخيص كلاسيكو 2010 على أنها حرب "ميسي – رونالدو " في المقام الأول، الحرب وصلت لمراحلها القصوى الجمعة مع عنوان عريض للموندو ديبورتيفو يقول: "ميسي 6- صفر رونالدو" مع صورة ميسي فرحاً، ورونالدو باكياً على الأرض، في إشارة مستترة إلى أن ميسي سبق له أن هز شباك الريال ست مرات خلال مشواره القصير، فيما فشل رونالدو تماماً في هز الشباك عندما كان برفقة مانشستر يونايتد ومن بعده ريال مدريد هذا العام.
صحيفة سبورت أكدت في صدر غلافها أن رونالدو انتصر بالفعل ومقدماً على ميسي، وذلك في "تفاهاته" على حسب قولها.
من ناحيتها، واصلت صحيفة ماركا وضع شعار مباراة الكلاسيكو الذي صممته خصيصاً للقاء، مع وجه ميسي مقابلاً لوجه لرونالدو في موقف تحدي.
محطة تلفاز كانال بلوس أعدت تقريراً خاص عن طفولة رونالدو، وآخر عن طفولة ميسي لتصنع وسائل الإعلام المحلية "فيلمها" الخاص، وإن كانت المحاكاة تضع بشكل مستتر مشروع برشلونة برهانه على أبناء فرق شبابه، وبين مشروع ريال مدريد المعتمد على جلب أفضل النجوم في حالتهم "الطازجة".
في المقابل خصصت قناة "فيو 7" ساعات مطولة على شاشاتها للمباراة التي وصفتها بمباراة ملاكمة بين ملاكمين من الوزن الثقيل لن يقبلا بالخسارة.
قناة غول المشفرة صممت إعلاناً مبهراً يضع صورة على طراز الفن الروماني لميسي في مواجهة رونالدو أيضاً مع عنوان "الميسييون يواجهون الرونالديون في معركة ستحسم على شاشة غول.. معركة من أجل الليغا.. من أجل الموسم.. الكبرياء والمجد.. فقط بـ14.90 يورو شهرياً!".
نتائج اختبارات نهاية العام للكلاسيكو جنون المقارنة بين الأرجنتيني والبرتغالي أجبر طلبة كلية علوم الرياضة في جامعة لاكرونيا على إعداد دراسة خاصة عن مردود ميسي ورونالدو على مدار المراحل الثلاثين التي أقيمت في الليغا هذا الموسم.
الدراسة أكدت أن ميسي هو أكثر جماعية من منافسه البرتغالي الميال للعب الفردي، فـ80 % من هجمات البارسا مرت عبر طريق ميسي (90% في مباراة المرحلة 14 من المسابقة، في مقابل 66 % فقط لرونالدو).
كما أوضحت الدراسة أن سرعة ميسي بالكرة تصل إلى 20 كيلومتر في الساعة لمسافة خمسة أمتار، وذلك في وجود ثلاثة لاعبين من الفريق الخصم يلاحقونه، كما أنه قادر على إيقاف سرعته تماماً، تحويل اتجاهه والتمرير لزميل في عشر من الثانية، كسيارة فيراري لفيرناندو ألونسو حسب تعبير الجامعي المشرف على الدراسة.
في المقابل كريستيانو يمتلك سرعة تقدر بـ18 كيلومتر في الساعة بنفس المسافة، ولكنه يصل إلى 30 كيلومتر في الساعة في مسافة 16 متر، في مقابل 28 كيلومتر في الساعة لميسي، ويتفوق البرتغالي على نظيره أيضاً في سرعة تسديداته على المرمى والتي تصل إلى 119 كيلومتر في الساعة، في مقابل 95 لميسي.
أما نسبة تمريرات رونالدو السليمة تصل إلى 48 % في مقابل 54 % لميسي.
ويلخص رافاييل أثيرو المسؤول عن الدراسة الموضوع كله بقوله: "الطريق الوحيد لإيقاف هذا الثنائي هو الطريق غير الشرعي، أي بارتكاب المخالفات ضدهما".
"انتصروا من أجل أهلكم في كاتالونيا" على الجانب الآخر لا يبدو ماريو ثيفوينتيس عضو رابطة عشاق ريال مدريد في أقليم كاتالونيا مهتماً بهذه الأرقام، وذلك من خلال رسالته المؤثرة لصحيفة ماركا الجمعة مطالباً الفريق الملكي بالفوز، وإنهاء حالة المعاناة التي تعيشها رابطة مشجعي الريال في الإقليم على مدار العامين الماضيين، خاصة في ظل انتصارات البارسا، والتي تعني أن أبناء الرابطة هناك هم "أكثر القطاعات التي تعاني من جراء انتصارات منافسنا اللدود"، حسب وصف ثيفوينتيس.
ويقول ثيفوينتيس في رسالته: "نقول لأبناء الريال حققوا النصر من أجلكم ومن أجلنا، فمن المؤلم أن نرى واقعنا مغاير لإمكاناتنا، بدون كأس الملك أو دوري أبطال أوروبا، قلوبنا معكم في مواجهة السبت دون أن ننسى ذكريات مباراة العام الماضي الأليمة"، مشيراً إلى هزيمة الريال في نيسان/إبريل 2009 بنتيجة 2 – 6 أمام خصمه التاريخي.
أرنب مدريدي وهناك من يخرج من مولد الكلاسيكو ببعض "الحمص"، مثل المغمور خوان كارلوس بيريث، ابن فريق شباب ريال مدريد، والذي لعب دور الأرنب في آخر تدريب للفريق الملكي الجمعة، الدور الذي طلبه منه مانويل بيللغريني المدير الفني للميرنغي للتدرب على إيقاف ميسي، خاصة أن خوان كارلوس – 20 عاماً – لاعب أعسر، يتمتع بنفس سرعة ميسي وقدرته على التحكم بالكرة.
بيللغريني أقام رحلة صيد أو جلسة تدريبية خاصة لأرنبه أمام قناصة بحجم سيرخيو راموس وغاراي وأربيلوا وألبيول ومامادو ديارا، بل أنه طلب من خوان كارلوس القيام بنفس توغلات ميسي من الجبهة اليمنى إلى وسط الملعب والعكس، تحسباً لكل تحركات النجم الأرجنتيني الشاب.
ووسط كل هذا الكريسماس الكروي يبدو بيللغريني بعيداً عن أجواء الأعياد بصفته أول الرقاب التي ستطير في حال الخسارة، خاصة بعد الخروج من كأس الملك ودوري الأبطال القاري، حيث من المتوقع أن يجد المدير الفني التشيلي نفسه مثل كارلوس السابق ذكره بلا مأوي أو نادي، أو راتب شهري مستقر.
وهو ما عبر عنه رسم هزلي في صحيفة ماركا يضع بيللغريني في حالة ذعر، جاحظاَ بعينيه عن آخرهما، وإلى جانبه رئيس الريال فلورنتينو بيريث يميناً في حالة قلق مازية وهو يقول: "ما هذا الرعب! عينا بيللغريني كل يوم أكثر ميلاً للونين الأزرق والأحمر".
خالد يوسف