هذه اللوحة الفنية البديعة هي صورة هالة الشمس التي تبعد عنا مسافة 1,500,000 كم!
وهالة الشمس (أو إكليل الشمس) هي غلاف غازي يحيط بالشمس، لكنه غير منتظم الشكل (كما تشاهدون في الصورة)، وعلى الرغم من شكله الرائع إلا أنه في الحقيقة خطر قاتل لأن درجة حرارته تصل لأكثر من 2,000,000 درجة مئوية!
وهذه الحرارة من الألغاز المثيرة التي حيرت العلماء لأنها أعلى من درجة حرارة الشمس نفسها بأكثر من 200 مرة!
لا يمكن مشاهدة إكليل الشمس في المعتاد بسبب شدة سطوع وتوهج الشمس، لكن بإمكاننا مشاهدة هذا الشكل البديع خلال الكسوف الشمسي الكلي، حين يحجب القمر ضوء الشمس، لنستطيع حينها أن نرى الإكليل الشمسي بالعين المجردة!
ولذا فقد تم التقاط هذه الصورة الرائعة في يوليو من العام الماضي في جزر المارشال التي تقع في المحيط الهادي، أثناء كسوف شمسي كلي.
ويتسبب تمدد الغازات في هالة الشمس (بسبب الحرارة الشديدة) في تكوين الرياح الشمسية التي تنطلق في الفضاء بسرعات تفوق الـ500 كم في الثانية!
وعلى الرغم من أن هذه الرياح خطيرة جداً، إلا أن من بديع صنع الخالق -سبحانه وتعالى- أن جعل لكوكب الأرض مجالاً مغناطيسياً يحيط بها من كل الجوانب كدرع يحميها، حيث يقوم هذا الدرع بعكس هذه الرياح وتشتيتها في الفضاء، وما يتبقى منها يُحبس داخل غلافنا الجوي مسبباً ظاهرة الشفق القطبي الساحر!
ويحدث في أحيان كثيرة أن يزيد معدل هذه الرياح الشمسية كثيراً لدرجة أنها تخترق الغلاف الجوي وتصل إلى الأرض مسببةً أضراراً هائلة، ومنها مثلاً ما حدث في العام 1859 حين تسببت عاصفة شمسية هائلة في تعطل نظام التيلجراف في العالم حينها، وكانت من القوة لدرجة إذابت كابلات النحاس!
وكان من حسن حظهم أن كل ما يملكونه هو التليجراف فقط! لكن تخيلوا كيف سيكون الحال لو ضربتنا عاصفة شمسية عاتية اليوم، ماذا سيحدث؟
ستتوقف شبكات الهاتف الجوال وشبكة الإنترنت عن العمل، وستتضرر الأقمار الصناعية وشبكات البنوك وسيتأثر الاقتصاد العالمي بشدة!
لكن هل يمكن أن تحدث هذه الرياح الشمسية الهائلة مجدداً؟
نعم للأسف أكدت ناسا أننا على موعد مع أسوأ عاصفة شمسية في تاريخنا في العام 2012! لدرجة أن البعض استغلوا هذا الحدث للترويج لفكرة نهاية العالم في عام 2012!