للدفاع عن نفسها تلجأ صغار الطيور والحيوانات إلى حيل توارثتها ملايين السنين. فنجد الحيوان يغير لونه ويتخذ لون الأعشاب أو أوراق الشجر حتى لا تدركه الحيوانات المفترسة.. وبعض الحيوانات تطلق أصواتا مزعجة.. وبعض الحيوانات تتظاهر بأنها ماتت وتخرج منها روائح كريهة فلا تقترب منها الحيوانات المفترسة التي لا تأكل الجيف - الثعلب يفعل ذلك.
وبعض الطيور إذا انطلق عليها الرصاص أخفت جناحا وسقطت على الأرض كأنها أصيبت وماتت.. والحقيقة أنها تظاهرت بذلك لتعيش.
واكتشف علماء من جامعة سيدني.. كما جاء في صحيفة «الحيوانات والبيئة» الأميركية أن بعض الضفادع تقوم بتضخيم حجمها بأن تنتفخ بالهواء حتى يتضاعف حجمها لا خوفا ولا دفاعا عن النفس.. وإنما عندما يدخل الذكور في معركة حول إحدى الإناث فتلجأ الأنثى إلى هذه الحيلة فلا يستطيع الذكر أن يحتضنها لأنها أكبر من أن يلتف حولها ذراعاه..
ويفسر العلماء ذلك بأن الضفدعة الأنثى لا تريد أن تستسلم لأي ذكر وإنما تختار الأقوى وهي تستطيع أن تميز بين القوي والضعيف من قوة ضغط الذراعين الملفوفتين حولها.. فهي من السهل أن تفرز مادة تجعل الذراعين تنزلقان بعيدا عنها.. ولكن إذا استطاع الذراعان أن تمسكا بالأنثى رغم هذه المادة فهما ذراعان لذكر قوي.. هنا فقط يخرج الهواء وتعود إلى حجمها الطبيعي: أنثى مستسلمة.. إنها نظرية دارون: البقاء للأقوى - والأقوى هو الأصلح!