حوار ناري وانفرادي مع وليد الركراكي ــ الجزء الثاني ــ حوار ناري وانفرادي مع وليد الركراكي
مدافع من الزمن الجميل-الجزء الثاني-
هناك أسماء وازنة بوسعها أن تستهلك تجربتها على أرض الواقع
لن يكون حلمي إلا بالمغرب وفي بطولة مهيكلة
عانيت كثيرا من اللاعبين الذين كانت لهم مصالح خاصة
الجزائريون لم يمثلوا فارق الإختلاف والفارق في الهوية
على المدربين أن يبعدوا الحديث عن المقارنات بين المحلي والمغربي بأوروبا
هناك لوبيات فرضت أحيانا بعض اللاعبين وأساءت للفريق الوطني
العنصرية موجودة في كل الدول
الصحافة المغربية ساهمت في الإقصاء وتراجع الكرة
في الجزء الثاني من الحوار الإنفرادي الذي قدمته «المنتخب» كعادتها لتحليل خيوط كثيرة من المسكوت عنها لدى وليد الركراكي، ستكتشفون أسئلة نارية أخرى بين الردع والحل والنقاش والأهداف المستقبلية المطروحة.. ولكن واقع الإجابات يفند أطروحات جديدة عاشها اللاعب تفصيليا من قلب الأحداث بفرنسا وإسبانيا والمنتخب المغربي مع حكي نفسي لما عاينه هو شخصيا من انتقادات وصور غريبة يكشفها بالصراحة المطلقة في عمق الكرة وتحاليل المدربين في مفهوم الهوية، وغيرها من الغرائب التي لا يعرفها أحد طالت حتى الصحافة المغربية.
إقرأوا من فضلكم الجزء الثاني والأخير من حوار سخي لا يبيع الوهم.. ولكنه يقر بالحقيقة المؤلمة.
المنتخب: كنت تريد أن توجه رسالة خاصة تتعلق باللاعبين المغاربة القدامى منهم الذين يرغبون في تقديم الإضافة للأندية والمنتخبات، لماذا؟
- وليد: ما أعرفه أن هناك أسماء لامعة بالمغرب، وأخرى احترافية قديمة لها تجربة كروية مهمة تريد أن تقدم الإضافة والخبرة للكرة المغربية، ولكنها قضية موضوعة للنقاش، إذ لا يمكن أن يسمح بإدماج الجميع في المنظومة، لكن هناك أسماء وازنة (مثل بصير ، مصطفى حجي، نيبت، شيبو، السلامي وغيرهم)، بوسعهم أن يقدموا كل ما لديهم ومنحهم الإمكانيات اللازمة لتدبير ما استهلكوه في تجربتهم على أرض الواقع، ومعهم أيضا يمكن أن يبذل مجهود اجتيازهم لديبلومات معينة، وحتى إن لم يجتازوا ذلك، فهم قادرون على تدريب أندية الدرجة الأولى.
المنتخب: ربما تحلم أن تكون ضمن هذا الرعيل لتقديم الإضافة؟
- وليد: لن يكون حلمي إلا بالمغرب وفي بطولة تضم فقط 12 ناديا، يحترمون أسس الهيكلة، وملعب جيد مع دفتر تحملات يتماشى مع مؤهلات أي مدرب يريد أن يعمل في ظروف جيدة، وهي ذات الظروف التي يمكن أن ننتدب من خلالها مورينيو أو حجي أو نيبت، وليس العكس، إذ مع تواجد دفتر تحملات وشروط عمل مريحة، بإمكان الأسماء المذكورة أن تقدم الخبرة الكبيرة سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية، وحتى إن لم يدمج هؤلاء، فهو أقدر على تكوين أجيال أخرى سواء بالمغرب أو أوروبا مثلما يفعله الآن لوران بلان مع بوردو لكونه يقدم ما انتفع به كرجل خبرة لبوردو وللكرة الفرنسية، وربما قد يكون لاحقا مدرب منتخب فرنسا، ما يعني أن اللاعبين القدامى المغاربة لا بد أن يبصموا تجربتهم داخل الأندية ليطلوا نحو الأفضل، ولكن لا يمكن أن نطلب من المدربين المغاربة والمحترفين خاصة التدريب بالمغرب في الظروف الموجودة حاليا لدى الأندية، لأنه عالم هواة أصلا، إذ لا يعتد بهذا الرأي على أنه انتقاد ولكنه إقرار وإثبات، وحتى لو اعتقد البعض أنني أنتقد هذه المعطيات فلأني أحب بلدي.
المنتخب: في بداية الحوار كنت قد أكدت على مسؤولية اللاعبين، لماذا؟
- وليد: في لحظة أن يكون اللاعب داخل الرقعة، فسيكون هو الخاطئ الأول والمسؤول أيضا عن أدائه.. صحيح أن للمدرب دور مهم وكبير في إعطاء التعليمات، ولكن على الفريق أن يثبت ذاته، كما على الفريق أن يعرف ما هي خصوصياته السلبية التي لا تدور على النحو الجيد، والحقيقة أن العقلية ترمي إلى معرفة أن اللاعبين لا يلعبون لأنفسهم ولا لأصدقائهم ولا لوكلائهم، ولا لأشخاص معينين يحيطون بهم، ولكن لمصلحة فريقهم وبلدهم الذي يحملون قميصه، وأنا عندما كنت عميدا وألمعيا، أعتبر نفسي واحدا من الأوائل الذين دافع عنهم ولا يمكنني أن أذهب إلى الصحافة لأحدثهم حول السلبيات، لا لشيء إلا لأن اللاعبين يدخلون ضمن خانة المخطئين، ولأنهم تذيلوا المجموعة، كما يجب أن يعرفوا لماذا لم ينجحوا في التآلف والإنسجام، وشخصيا عندما عدت للفريق الوطني في الصيف الأخير بعد أن استدعاني روجي لومير، شعرت بغياب التناغم والتأثير المتبادل، وحاولت قدر الإمكان لإعادة الأمور إلى مكانها الطبيعي، كما عاينت كثيرا من اللاعبين الذين كانت لديهم مصالح خاصة مقارنة مع مصلحة المنتخب، وهذا ما شعرت به مطلقا.
المنتخب: في الموضوع، هناك جانبيين متعلقين باللاعبين المحليين واللاعبين المحترفين بأوروبا..
- وليد: في الجانبين، لا يمكنني أن أقول بأن لا لوم على هذا وذاك، فأنا أكره أن أقول هذا محلي وهذا محترف، ولا أحب إعمال هذا التمييز، أنا كنت دائما منسجما مع الكل سواء مع الذين ولدوا بالمغرب أو الذين ولدوا بفرنسا، حتى لو قال بعض المدربين أن المحلليين كانوا دائما الأولى، وهم أصلا خاطئون لأنهم أحدثوا مشكلة، ولا يقدمون بالتالي أي المدربون أي خدمة للمنتخب الوطني.
ويمكنني أن أقول أن المغرب إذا توصل إلى دمج الهويات الوطنية، وقتها سيكون الأمر واضح المفهوم ولا مجال لوضع المقارنة بين المولود بأوروبا أو المولود بالمغرب، وأنا سعيد بدرجة عالية لمشاهدة منتخب الجزائر مؤهل إلى كأسي إفريقيا والعالم، وهو مشكل من لاعبي البطولة الجزائرية واللاعبين المزدادين بأوروبا بتجانس طبيعي ودون مشاكل كبيرة، وهم قادرون على إعطاء الكثير من التوهج رغم أن مصر كانت الأفضل في الرقعة، لكن النتيجة كانت لصالح الجزائر بحكم التوحد والتناغم داخل المجموعة، إذ أن كريم الزياني المولود بأوروبا ورفيق صايفي المولود بالجزائر لم يمثلا الفارق والإختلاف بالمنتخب، بل شكلا وحدة متناغمة وتشاركية لإعطاء فريقهم الوطني خبرتهم ووطنيتهم.. ورغم أننا أقصيناهم عام 2004، فقد تمكنوا من الإرتقاء ضمن مغامرة جديدة لأفقهم وأفق بلدهم، ومن الآن يجب أن نوقف الحديث عن ما يسمى بالمحلي أو الأوروبي، ويجب الحديث عن المغرب بكل طواعية، وعلى المدربين أن يعرفوا جيدا هذا المعطى بلا مقارنات، ويمرروا هذه الرسالة حتى لا يحدث الإنفساخ أو الإنقسام.
المنتخب: في مشوارك الدولي مع المنتخب المغربي، ما الذي أثارك وأسعدك؟
- وليد: الذي أثارني بكل صدق، هو أننا أعطينا كل شيء من جهدنا ليكون الشعب المغربي راض عنا ويستقبلنا بمشاعر خاصة عام 2004، كما أنه أعطانا ذاك الحب الذي ما زال يحف ذاكرتنا، وأنا ما زلت أتذكر بحكم أن الفريق الوطني يعتبر في منظور الشعب يعتبر رافعة اجتماعية وإنسانية للمغرب، كما للنصر أصلا قوة معنوية لإسعاد كل المغاربة أو أي إنسان تعيس، حقا لنا شعب يحب كرة القدم، والمنتخب المغربي له نفس أسلوب البرازيل، يلعب بالكرة كما يحلو له ونحن بحاجة لهذا الأداء الذي يسعد المغاربة بالنصر، ، لكنه يعذرك عندما تخسر.
المنتخب: هل لديك حدوثة تريد أن ترويها لقرائك؟
- وليد: لدي الكثير من الحكايات الخاصة بالسفريات الإفريقية، والرائعة منها عبر الطائرة لأكثر من 17 ساعة، ولكن أقواها كان في مباراة سيراليون عندما رأيت نور الدين نيبت المحمول بحب القميص الوطني يقول لي أنه لعب قبل أربعة أيام بملعب سانتياغو بيرنابو بمناسبة احتفالية ريال مدريد بمائة عام، واليوم يجد نفسه بسيراليون ليلعب لقاء بملعب مهدم، وقتها شعرت بأنه لاعب يحب قميصه، ويعطي المثال للاعب يبلل هذا القميص ويقدم تضحياته لبلده رغم مروره بعدة أندية أوروبية، وهو ذات المثال الذي يفرضه دروغبا وإيطو كونهما يحبان وطنهما ولا يترددون في قبول أداء الواجب رغم أنهما يلعبان بأشهر الأندية العالمية.
٭ المنتخب: وعلى مستوى الأندية؟
- وليد: بكل صدق، ليس لدي شيء أأسف عليه، لأن ما حدث من إصابات هو أمر مقدر، لأني كنت في قمة عطاءاتي، وأعتقد أنني كنت الأفضل في مشواري وفي البطولات التي لعبت بها، بحكم طموحاتي وحتى في حالات اضطرار المدربين بمنحي ورقة المرور لأي نادي، لكن الإصابة هي التي حدت من الأفق التي كنت أحلم به أكثر من اللازم رغم أن البعض قال أنني سأتوقف عن اللعب، وهو ما استبعدته، وتحديت الصعاب لأعود وألعب موسما رائعا مع غرونوبل بالدرجة الفرنسية الأولى، وأعتقد أنني قدمت أفضل ما لدي رغم أن المشوار مع الأندية التي لعبت لها عرف تناقضا في النتائج الإيجابية منها والسلبية.. وخلاصة القول أن اللاعب الذي لا يعاني في مشواره الكروي، فلا يعرف المعنى الحقيقي لكرة القدم.
المنتخب: أي فريق استلهمك في مشوارك القصير؟
- وليد: هو صنطندير الإسباني، والكرة الإسبانية ككل استهوتني دون تجاهل البطولة الفرنسية، صحيح أنه بالمغرب، نعتبر أنفسنا مفرنسون، ومع أن أغلب اللاعبين المغاربة الذين يتألقون بفرنسا ويحاولون رفع أداء الكرة الفرنسية، فهم متواجدون بقلة بإسبانيا، لأن حديث الكرة بإسبانيا لا يكون عادة عن البطولة الفرنسية لأنهم لا يعرفون نصف لاعبي فرنسا، ويتحدثون فقط عن البطولة الإسبانية والأنجليزية.. وأعتقد أن التجربة التي مررت بها عبر ملاعب بيرنابو ونوكامب مفيدة ولامعة وناجحة وهادفة، حيث لعبت بأفضل الملاعب الإسبانية، وهو في كل الأحوال حلم منجز وكبير في ذات الوقت، سيما عندما تحقق أفضل النتائج بإسبانيا.. وسأقول لإبني أنني فزت مع صنطندير ضد الريال وضد رونالدو لأنها حقيقة حالمة بالفعل.
المنتخب : إنها ذكريات لا تنسى في نظرك؟
- وليد : «هو أمر جدير باحترام هذه المهنة دون الحديث عن المال.. هو حديث عن أقوى المباريات أمام فرق عملاقة، وينصاف إليها كأس إفريقيا وعصبة أبطال أوروبا مع الشماخ أو أي كأس.. إنها قمة الأحداث بالفعل.
المنتخب : ولكن.. هناك عناصر مسيئة مثل أحد الوكلاء الذي صرح أنه عين الجامعة.. وملاحظاته أساءت لللاعبين والجامعة؟
- وليد: قبل قليل تحدثت عن هذا الموضوع الخاص بالوكلاء، وهذا الذي ترمز إليه أعرفه جيدا، ويندرج في سياق الوكلاء، صحيح أنه مع الآخرين خلقوا لوبيات وفرضوا أحيانا بعض اللاعبين.. وأعتقد أن سياستهم وحتى النتائج أظهرت أنهم لم يربحوا من هذه القضية سوى أنهم أساؤوا إلى المنتخب المغربي.. ولا أعرف كيف اعتبر هذا الوكيل وكيلا للاعبين رغم أنه لا يتوفر على رخصة من الفيفا، إنه واقع مزعج للفريق الوطني وللاعب.
المنتخب: في هذه الحالة على الجامعة أن تتكفل به؟
- وليد: لقد حذرتهم من هؤلاء الوكلاء في أكثر من لقاء، من عدم فرض لاعبيهم لدى دخولهم إلى الجامعة.
المنتخب: أنت تعرف المنتخب الفرنسي عن ظاهر قلب، ولك علاقات وصداقات مع لاعبين داخل المنتخب الفرنسي أيضا، هل يحضر هذا الوازع لديك داخل المنتخب المغربي؟
- وليد: لا.. لأنها مسألة تنظيمية، إذ عندما تريد بذل جهد بالملعب عليك أن تتصل بهم وبعدها ينادون عليك.. وكيف يمكن اللاعبين المغاربة أن يحدثوا مشاكل بالمرور عبر وكيل ما ليتصل بهم.. وفيما لو لم يتدبر أمرهم فلن يجيبوا أو لن يستجيبوا.. وقتها سيعرف الجمهور المغربي أن هؤلاء ليسوا وطنيين.. وفي نظري أن الوكلاء من غير المقبول أن تكون لديهم أهمية كبيرة في كرة القدم..
المنتخب: كيف تتصور أشخاصا يحاكمون بنهاية مشوار لاعبين في سن الثلاثين؟
- وليد: لا.. ليسوا خبثاء.. لأن المستقبل يملكه جيل العشرينيات على الثلاثينيات.. إنها عقلية فرنكفونية، لأنه بإسبانيا أو أنجلترا لا تطرح هذه المسألة على الإطلاق، ولا يرون إلا ما تقوم به على الرقعة، ولكن للأسف أنه بأوروبا والمغرب يصبح منظورهم مختلفا وبوجه آخر عندما تصل لسن الثلاثين، وصدقني أنه تم إبعادي عن المنتخب لمدة ثلاث سنوات في وقت لم أكن أقل أداء من الآخرين.. وما يزعجني فعلا أنني عدت للمنتخب في سن 33 ربيعا وبالخبرة أيضا وهو ما يفتقده أصلا لاعب 20 سنة، كما أعتقد أنه في اللقاءات الحاسمة، كنت أعرف أن هناك لقاءات بالغة الأهمية، وكنت سعيدا عندما أرى لاعبي الخبرة أقرب مني، لحظة بداياتي الأولى مع المنتخب أمثال نيبت، وبصير، لأنه لو لم ألعب مع لاعبي 20 سنة في مثل هذه المباريات، كنت سأفتقدهم بالفعل، كما كنت منزعجا من نوع هذا الضغط، وما أعرفه أن ما بعد المشوار يظهر كل شيء على الملعب.
المنتخب: من هو اللاعب الذي أزعجك في مشوارك؟
- وليد: بكل صراحة أنه رونالدينيو جينما كان في قمة عطائه.. وقتها كنت أقول دائما أن الله سبحانه وتعالى يهب الإنسان بعضا من المواهب النادرة التي لا توجد عند الآخرين.. ورونالدينيو كان يملك ذلك مثلما يملكها ميسي اليوم.
المنتخب: هل هناك أسماء إضافية؟
- وليد: رونالدو، زيدان اللذين يملكان شكلا وأناقة كبيرتين في الملاعب.. طبعا هناك فصائل في كرة القدم بين لاعبين كبار ولاعبين لم يقدموا أي شيء في الكرة، كما أن هناك لاعبين عاديين جدا لم يصلوا إلى أي شيء، ومع ذلك يعتقدون أنهم نجحوا.. وهؤلاء عليهم أن يأخذوا المثال من اللاعبين الكبار، وهذه هي الحقيقة، ولا بد أن يكونوا متواضعين لأنه بالتواضع والعمل لابد أن ننجح.
المنتخب: العنصرية، هل عشت أو شعرت بملامحها أحيانا عن قرب؟
- وليد: لا يمكن أن نقول أنه لا توجد العنصرية على أرض الواقع، فهي توجد في كل البلدان، صحيح أن المجتمع المغاربي عانى كثيرا بعد 11 شتنبر.. وأعتقد أننا كلاعبين نعطي المثال للشباب، ولكن تبدو الأمور معقدة لدينا، كما علينا أن نفرض أنفسنا بالأندية، وبفرنسا يشعروننا بأننا فرنسيون، وحين ننضم لمنتخب بلادنا تتحول الأقاويل بمفاهيم مغايرة تؤكد أنه ليست لدينا رغبة لتبليل القميص الوطني، إنه موضوع معقد يمس كثيرا من المغاربة بفرنسا.
المنتخب: في نظرك، ومن أجل تنطلق كرة القدم المغربية من الصفر، كيف يمكن تطهير الوسط الكروي مثلما فعلته إيطاليا قبل سنتين؟
- وليد: لا يمكن أن نتصور أسوأ مما فعلناه، فلم نتأهل إلى كأس إفريقيا موازاة مع النتائج الكارثية خلال السنوات الأربع الأخيرة، طبعا لم نفز بأي كأس لسنين طويلة، وحتى الأندية المغربية لا يسمع عنها كثيرا في الكرة الإفريقية، ومن الواجب أن ننطلق من الصفر، والرئيس الحالي له رغبة التغيير وتأطير الأشخاص الكفءة والطموحة، وليس مع الوصوليين، نحن في ملتقى طريق هام جدا، كما لا يمكن أن يتسرع في اختيار ناخب وطني أو مدربا ما، لأن الإختيار الهادئ والرزين سيحدد المستقبل من خلال نقاش موضوعي واستشارة الأشخاص ذوي الكفاءة بالمغرب أو أوروبا، بهدف اتخاذ القرار الصائب.
المنتخب: كيف كانت علاقاتك مع الإعلام المغربي؟
- وليد: الصحافة المغربية قدمت ما لها من إمكانيات خاصة، ولكني أضعها في نفس القارب، لكونها جزء ممن يتحمل المسؤولية، لأنه كان عليها أن تبلغ بالأشياء ولكنها لم تفعل ذلك، ما يعني أنها قامت بلوبيات، وحمت أو حكمت على بعض اللاعبين المحميين من طرف وكلائهم، وأعتقد أنه كان عليها أن تواكب مصالح المنتخب الوطني، وتأخذ المثال من الصحافة الفرنسية التي تنتقد المدربين واللاعبين والوكلاء الذين يتصلون بهم، إنه أمر مؤسف للصحافة المغربية، لأنها هي من عليها أن تنتقد وتطور الكرة المغربية لا أن تساهم في تراجعها، ولا أنكر أنها كانت جزءا من اللوبيات في مثل حالتي وحالة وادو ولم تحمينا، ولم يتصلوا بنا، وحتى إن كان وادو قد أعرب عن انتقاداته، فقد أولوا كلامه، ومنحوا لبعض اللاعبين القدرة على مواجهة عبد السلام وادو، في وقت لم تكن الإنتقادات مقللة من شأن أي أحد، ولكنها كانت بهدف الدفع بكرة القدم المغربية إلى الأمام وليس شيئا آخر.. وفي نهاية المطاف الصحافة المغربية حفرت هوة بين المحترفين والمحليين، وهو أمر غاية في الأسف.