السيد محمد الزمزمي بن محمد بن الصدّيق الحسني
اسمـه ، ونسبـه :
هو العلامة الشريف السيد محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق. ينتهي نسبه إلى
إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة
الزهراء بنت مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
مولده ونشأته العلمية:
ولد الشيخ رحمه الله في بور سعيد في طريق والديه إلى الحج ليلة الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى عام ثلاثين وثلاث مئة وألف .
تعهده والده بالعناية والرعاية منذ صغره ،فدفع به لحفـظ القرآن وهو ابن
خمس سنين كما هي عادة أهل المغرب ،حيث ختم حفظه على يد الشيخ الفقيه محمد
الأندلسي المصوري – بفتح الواو المشددة – نسبة إلى قبيلة بني مصور .
ولما فرغ من ذلك عكف على قراءة ما يجده في مكتبة والده مستفيدا من أخيه الأكبر الحافظ سيدي أحمد .
وفي سنة 1349 هـ شد الرحلة إلى الأزهر الشريف بالقاهرة ،وهو في رحلته قرأ
على شيخه وأخيه العلامة السيد عبد الله بعضا من ألفية ابن مالك ،ومتن
الآجرومية ،وورقات الحرمين ،وأوائل جمع الجوامع .
وعند وصوله للقاهرة التحق بالجامع الأزهري للقراءة على شيوخه ، ولاسيما الأكابر ممن أدركوا كبار شيوخ الأزهر .
شيوخـه :
أخذ الشيخ رحمه الله العلم رواية ودراية عن جماعة من كبار العلماء الأفاضل من أشير إليهم بالأنامل أذكر بعضا منهم :
- شقيقه أحمد بن الصديق ،قرأ عليه طرفا من الأجرومية .
- وشقيقه عبد الله ،شيخ الشيوخ في عصره ونادرة وقته وزمانه ، الجامع بين
علمي الرواية والدراية . قرأ عليه جميع الأجرومية و طرفا من الألفية لابن
مالك و ورقات إمام الحرمين و أوائل جمع الجوامع .
- والشيخ بخيت المطيعي قرأ عليه التفسير وصحيح الإمام البخاري .
- والعلامة عبد السلام غنيم الدمياطي الضرير قرأ عليه الألفية بشرح ابن عقيل والجوهرة في التوحيد بشرح الباجوري بمنزله.
- والشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي درس عليه جمع الجوامع بشرح المحلي وتفسير البيضاوي .
- والشيخ أبو طالب حسنين قرأ عليه زاد المقنع في الفقه الحنبلي .
- والشيخ محمود إمام عبد الرحمن المنصوري درس عليه الألفية بالأشموني .
- والشيخ مصطفى الصفوة قرأ عليه مختصر خليل بشرح الدردير .
- والشيخ عبد المجيد الشرقاوي درس عليه الرحبية في الفرائض بشرح الشنسوري .
نشاطه العلمي :
لما توفي والده عام 1354 اضطر للرجوع إلى طنجة ،وإن كان في نفسه حب
الاستزادة من العلم ،فشرع في إلقاء الدروس بالزاوية الصديقية وكذا الجامع
الكبير في كثير من الفنون من تفسير وحديث وأصول ومنطق وغيرها . كما تولى
الخطابة في الزاوية الصديقية وغيرها لسنين عديدة إلى أن اتخذ لنفسه
وطريقته مسجدا خاصا عرف بمسجد هدي الرسول حيث بقي يخطب فيه ويلقي الدروس
وينشر دعوته إلى أن توفي رحمه الله .
كان رحمه الله محاربا للبدع .خصوصا بعد ان تاب الله عليه و عتزل الطريقة الدرقاوية عندما كان صوفيا.
وفاتــه .
وبعد حياة مليئة بنشر العلم والتأليف والدعوة إلى السنة ونبذ التقليد رغم
ما شابه بعض آرائه من شذوذ توفي رحمه الله ، وذلك يوم الجمعة بعد صلاة
الظهر 28 ذي الحجة عام 1408 هـ بطنجة .
وصلي عليه يوم السبت بالجامع الكبير. وحضر تشييع جنازته جماهير من أتباعه
من داخل المدينة وخارجها وكذا جماعة من أهل الفضل والعلم ،ودفن بمسجده
الموسوم بجامع هدي الرسول بعد ظهر ذلك اليوم.