انتزع إبراهيم تقي الله من
مواطنه الصديق محمد لقب أطول رجل في المغرب، فطوله يتجاوز اليوم مترين
واثنين وثلاثين سنتمترا، فيما عمره لا يتعدى 23 عاما. يعيش إبراهيم في أحد
الأحياء القديمة لمدينة كلميم مع جدته وخاله منذ صغره، وكانت حياته عادية،
ولم تظهر عليه تغييرات إلا عند بلوغه الثالثة عشرة من عمره.ففي عام 1995،
بدأ طوله يتزايد بشكل غير طبيعي، واعتبرت أسرته الأمر عاديا، وأن هذا
النمو سيتوقف، الأمر الذي لم يحدث، ما دفع العائلة إلى عرضه عام 2000على
طبيب مختص بمستشفى ابن رشد في مدينة الدار البيضاء، وقد نصحهم الطبيب
بإجراء عملية جراحية في الخارج لوقف زيادة هرمون النمو الذي تفرزه الغدة
النخامية.
لكن ضعف الإمكانيات المادية أخر رحلة العلاج، وساهم في استمرار الوضعية
التي أصبح عليها اليوم. ويواجه إبراهيم صعوبات كثيرة في التعامل مع محيطه
الاجتماعي، ما دفعه إلى اختيار العزلة في منزله لمشاهدة التلفزيون أو
مراجعة دروسه.
حيث يحضر لنيل الإجازة في الجغرافيا من جامعة ابن زهر، فهو لا يخرج إلا
لقضاء أغراض ضرورية، ويستخدم في تنقله دراجة عادية حتى لا يلفت الانتباه،
ويتجنب نظرات الناس وتطفلهم.
ويعلل إبراهيم ذلك بنظرة المجتمع إليه كشخص غير طبيعي، وفي أحسن الأحوال
كشخص يستحق الشفقة، وهو أمر لا يستسيغه. كما يواجه إبراهيم مشكلة أخرى هي
مشكلة أحذيته وملابسه، فمقياس الحذاء يبلغ 56 .
ويحصل عليه بصعوبة من أحد أقاربه العاملين في الخارج، أما الملابس فترسلها
إليه من وقت إلى آخر خالته التي تقطن في الدار البيضاء. وخلال مشواره
الجامعي، اكتفى إبراهيم بحضور الامتحانات نظرا لعاملي البعد عن مدينة
أغادير والصعوبات التي يواجهها أثناء التنقل من كلميم إلى أغادير.
يذكر أن أطول رجل في العالم هو الباكستاني غلام شابير ويبلغ طوله متران
و55 سنتمترا، أما أطول عربي فهو التونسي رضوان شربيب الذي وصل طوله إلى
مترين و25 سنتمترا، ولم يتعد المغربي الصديق المترين و17 سنتمترا، وبذلك
يحتل إبراهيم تقي الله المرتبة الأولى من حيث الطول على مستوى المغرب
والثالثة عالميا.