من مكرهم ... كانوا يعرفون عني كل شيئ
كانوا يعرفون أن طبيعتي الجميلة تعشق الجمال
وأن قلبي الذي تنتفض نبضاته ... قد يسترخي ويتهاوى نبضه أمام سحر الكلام
ولهذا أرسلوه إلي
جعلوه يتسلل إلى خيمتي المغروسة في أرض الشتات
ظله سبق وقع خطواته إلى مضجعي
كان شابا وسيما... وشاعرا
الكلمات العذبة تتراقص على شفتيه ... ويسكن السحر ضوء عينيه
أفقت مذعورة
:فإذا به يقترب مني واضعا قلبه على راحة كفه وهو يهمس لي
هذا قلبي أقدمه قربانا لعينيك الساحرتين
حاولت أن أتدثر بغطاء يتمرد على جسدي وقلت له : ماذا تريد مني؟
قال لي وابتسامته الصفراء تتربص بغطائي الرمادي : كم أنت جميلة وفاتنة
قلت له وأنا أتمسك بغطائي الذي يدثرني : كيف وصلت إلى خيمتي وهي محاصرة بالنار والجوع؟
رد بخبث: من عشق سحر عينيك لا يسأل كيف وصل إليهما
سألته: وماذا تريد؟
قال: أحبك
قلت: ثم ماذا؟
قال: إنك أملي ومحجتي ...أقضي الليل كله أعد حبات النجوم ...أرتبها ... أتسلى بها ، ليطلع الصبح فأراك ...إنك شمسي التي تشرق في سماء قلبي المتعب
قلت: ثم ماذا؟
قال: لا أستطيع أن أحيا بدونك ...إنك قطعة مني ... بعض دمي ... أرى فيك قلبي يمشي على الأرض ...إن شئت أن أظل العمر كله راكعا تحت قدميك ...سأفعل
وبخبث - مد يده ليكشف عن شعري
انتفضت بجنون وصرخت : ماذا تريد مني؟
قال وأنفاسه تكاد تعانق أنفاسي
......أريد أن أتحسس شعرك الفحمي ... فيه دفء يقتل كل إحساس بالشقاء و
صفعته
لست من أين جمعت قوتي التي جلتني أصفعه ليتدحرج مهزوما خارج الخيمة
كان لا بد أن أفعل ذلك يا عبد الله
لأنهم كانوا يريدونني ان أقع أسيرة حبه وكلماته الدافئة
يريدونه أن يستولي على مشاعري ليسهل امتلاكهم لي
هم يعلمون أن هزيمة الأم بداية النهاية
لكن لن أنهزم يا عبدالله ... لن أستسلم
لن أدعهم يصلون إلى بوابة قلبي
كم كانوا أغبياء وهم يعتقدون أن الغزل مفتاح القلوب
وجهلوا ان ما اغلقه الوفاء تستعصي عليه كل مفاتيح الغزل
جهلوا ...أنه تربطني بك قصة حب ووفاء وعذاب أكبر
ولهذا سأظل وفية لك
في زمن الخيانات الرسمية وغير الرسمية سأظل وفية لك
فقط لأنك عبد الله ... ولأنني فاطمة