يصادف
اليوم السابع والعشرون من ديسمبر 2009 ذكرى مرور عام على الحرب
الإسرائيلية الهمجية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في قطاع
غزة، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 1500 شهيد و5500 جريح وما يزيد عن 600 جريح
أصيبوا بعاهات مستديمة نتيجة بتر أعضاء من أجسادهم، وتدمير آلاف المنازل
والبنية التحتية والمزارع ومساحات واسعة من قطاع غزة .
كانت حرب همجية استهدفت المدنيين والحجر والشجر بعد أن شنت
طائرات الاحتلال مئات الغارات وألقت الدبابات والمدافع حممها وصواريخها
صوب منازل المواطنين الفلسطينيين والتي قدرت بنحو مليون كيلو جرام من
المتفجرات فأبيدت عائلات وشطبت قرى عن الخارطة الفلسطينية .كان عدوان
موجها للأطفال قبل الكبار, للنساء والرجال على حد سواء, للشيوخ والمرضى
والضعفاء, حتى البيوت والأراضي والمدارس والمقدسات لم تسلم؛ فبات المشهد
يروى قصصاً تقشعر لها الأبدان، ركام البيوت والمنازل وجثث الشهداء بالجملة
تحت الأنقاض وبين أزقة الطرقات التي حفرت ودمرت وطليت بالدماء، وتحولت
منازلهم لركام، كانت صرخات المصابين تحت أنقاض المنازل تستغيث, قبل أن
تصعد الروح لبارئها. فحل الخراب والدمار كل شبر من قطاع غزة إلا وسحقته
الطائرات المحاربة بدون أي مراعاة لقدسية الأديان أو لحرمة الإنسان.
عام يمضي على الحرب ولا يزال العدوان مستمر، والحصار يأخذ
أطواراً ومراحل جديدة خاصة بعد أن رفضت الأطراف في قطاع غزة التوقيع على
ورقة المصالحة المصرية، الأمر الذي دفع بالحكومة المصرية إلى إنشاء جدار
مصنوع من الفولاذ المتين في خطوة منها لوقف تهريب البضائع عبر الأنفاق.
الأمر الذي يزيد من حدة الخناق على قطاع غزة، ما لم تفتح المعابر؛ خاصة
معبر رفح والمعابر الأخرى مع دولة الاحتلال من أجل السماح للبضائع
والمسافرين بأن تمر بحرية وكرامة.
عام يمضي وما يزال أصحاب البيوت المهدمة بلا سقف يقيهم من
برد الشتاء القارص ينتظرون لجنة الأعمار والسماح لمواد البناء بالدخول.
هكذا يعيش أهلنا القهر والظلم والإحباط والفقر والبطالة في ظل الانقسام
الذي أدى إلى استفراد الاحتلال بالشعب الفلسطيني واستمرار الحصار المفروض
عليه من كل جانب والاحتكار وارتفاع الأسعار من أثرياء الأنفاق واستمرار
تشريد وتهجير الآلاف ممن دُمرت منازلهم تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي
الذي يحاول أن يعطي شهادة براءة لمجرمي الحرب "الصهاينة" .
فبعد عام من العدوان فإن الاحتلال الصهيوني يجدد جرائمه
بارتكابه جريمتي غزة ونابلس الذي لم يفرق الاحتلال بين فتحاوي أو حمساوي
أو غيرهما، فهل لنا أن نتحد ونصوب بندقيتنا وننقذ مشروعنا الوطني المقاوم
من الاندثار